أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ١٥
وبين في مواضع أخر: أن مضاعفة العذاب للمتبوعين لا تنفع الأتباع، ولا تخفف عنهم من العذاب، كقوله: * (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم فى العذاب مشتركون) *، وقوله هنا: * (قال لكل ضعف) *، وقوله: * (وقالت أولاهم لا خراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون) *، وقوله: * (قال الذين استكبروا إنا كل فيهآ إن الله قد حكم بين العباد) * إلى غير ذلك من الآيات. * (ونزعنا ما فى صدورهم من غل تجرى من تحتهم الا نهار وقالوا الحمد لله الذى هدانا لهاذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله لقد جآءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون * ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالا خرة كافرون) * قوله تعالى: * (ونزعنا ما فى صدورهم من غل تجرى من تحتهم الا نهار) *.
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة: أنه جل وعلا، ينزع ما في صدور أهل الجنة من الحقد، والحسد الذي كان في الدنيا، وأنهم تجري من تحتهم الأنهار في الجنة، وذكر في موضع آخر أن نزع الغل من صدورهم يقع في حال كونهم إخوانا على سرر متقابلين آمنين من النصب، والخروج من الجنة. وهو قوله تعالى في (الحجر): * (ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين) *.
قوله تعالى: * (وبينهما حجاب) *.
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة: أن بين أهل الجنة، وأهل النار حجابا يوم القيامة، ولم يبين هذا الحجاب هنا، ولكنه بينه في سورة الحديد بقوله: * (فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب) *. * (وبينهما حجاب وعلى الا عراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون * وإذا صرفت أبصارهم تلقآء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) * قوله تعالى: * (يعرفون كلا بسيماهم) *.
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن أصحاب الأعراف، يعرفون كلا من أهل الجنة، وأهل النار بسيماهم، ولم يبين هنا سيما أهل الجنة، ولا أهل النار، ولكنه أشار لذلك في مواضع أخر، كقوله: * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) *.
فبياض الوجوه وحسنها. سيما أهل الجنة، وسوادها وقبحها، وزرقة العيون، سيما أهل النار، كما قال أيضا في سيما أهل الجنة: * (تعرف فى وجوههم نضرة النعيم) *، وقال: * (وجوه يومئذ ناضرة) *، وقال في سيما أهل النار: * (كأنما أغشيت وجوههم قطعا من اليل مظلما) *. وقال * (ووجوه يومئذ عليها غبرة) *، وقال: * (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا) *. * (ونادى أصحاب الا عراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا مآ أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون * أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون * ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من المآء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين * الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحيواة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقآء يومهم هاذا وما كانوا بأاياتنا يجحدون * ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون) * قوله تعالى: * (قالوا مآ أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون) *.
ذكر تعالى في هذه
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»