أي خيطوا لي. وقال بعض العلماء: ومنه قول جرير: أي خيطوا لي. وقال بعض العلماء: ومنه قول جرير:
* هذي الأرامل قد قضيت حاجتها * فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر * بناء على القول بأن الأرامل لا تطلق في اللغة إلا على الإناث.
ونظير الآية الكريمة في إطلاق إحدى العقوبتين على ابتداء الفعل مشاكلة للفظ الآخر قوله تعالى: * (ذالك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه) *، ونحوه أيضا.
قوله: * (وجزآء سيئة سيئة مثلها) * مع أن القصاص ليس بسيئة وقوله: * (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه) *. لأن القصاص من المعتدي أيضا ليس باعتداء كما هو ظاهر، وإنما أدى بغير لفظه للمشاكلة بين اللفظين: قوله تعالى: * (واصبر وما صبرك إلا بالله) *.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه صلى الله عليه وسلم مأمور بالصبر، وأنه لا يمتثل ذلك الأمر بالصبر إلا بإعانة الله وتوفيقه. لقوله: * (وما صبرك إلا بالله) * وأشار لهذا المعنى في غير هذا الموضع. كقوله: * (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاهآ إلا ذو حظ عظيم) *، لأن قوله: * (وما يلقاهآ إلا ذو حظ) *، معناه أن خصلة الصبر لا يلقاها إلا من كان له عند الله الحظ الأكبر والنصيب الأوفر، بفضل الله عليه، وتيسر ذلك له. قوله تعالى: * (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه مع عباده المتقين المحسنين. وقد تقدم إيضاح معنى التقوى والإحسان.
وهذه المعية بعباده المؤمنين، وهي بالإعانة والنصر والتوفيق. وكرر هذا المعنى في مواضع أخر، كقوله: * (إننى معكمآ أسمع وأرى) *، وقوله: * (إذ يوحى ربك إلى الملائكة أني معكم) *، وقوله: * (لا تحزن إن الله معنا) * وقوله: * (قال كلا إن معى ربى سيهدين) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وأما المعية العامة لجميع الخلق فهي بالإحاطة التامة والعلم، ونفوذ القدرة، وكون الجميع في قبضته جل وعلا: فالكائنات في يده جل وعلا أصغر من حبة خردل، وهذه هي