والبعير، والشحم الخالص من البقر والغنم (وهو الثروب) وشحم الكلى. أما الشحم الذي على الظهر، والذي في الحوايا وهي الأمعاء، والمختلط بعظم كلحم الذنب وغيره من الشحوم المختلطة بالعظام فهو حلال لهم. كما هو واضح من الآية الكريمة. قوله تعالى: * (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم) *. أثنى الله جل وعلا في هاتين الآيتين الكريمتين على نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: بأنه أمة. أي إمام مقتدى به، يعلم الناس الخير. كما قال تعالى: * (إنى جاعلك للناس إماما) *، وأنه قانت لله، أي مطيع له. وأنه لم يكن من المشركين، وأنه شاكر لأنعم الله، وأن الله اجتباه، أي اختاره واصطفاه. وأنه هداه إلى صراط مستقيم.
وكرر هذا الثناء عليه في مواضع أخر، كقوله: * (وإبراهيم الذى وفى) *، وقوله: * (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما) *، وقوله: * (ولقد ءاتينآ إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين) *، وقوله: * (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والا رض وليكون من الموقنين) *، وقوله عنه: * (إنى وجهت وجهى للذى فطر السماوات والا رض حنيفا ومآ أنا من المشركين) *، وقوله: * (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) *، وقوله: * (وإن من شيعته لإبراهيم إذ جآء ربه بقلب سليم) * إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في الثناء عليه.
وقد قدمنا معاني (الأمة) في القرآن. قوله تعالى: * (وءاتيناه فى الدنيا حسنة) *. قال بعض العلماء: الحسنة التي آتاه الله في الدنيا: الذرية الطيبة، والثناء الحسن. ويستأنس لهذا بأن الله بين أنه أعطاه بسبب إخلاصه لله، واعتزاله أهل الشرك: الذرية الطيبة. وأشار أيضا لأنه جعل له ثناء حسنا باقيا في الدنيا. قال تعالى: * (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا) *، وقال: * (وجعلنا فى ذريته النبوة والكتاب) *، وقال: * (واجعل لى لسان صدق فى الا خرين) *. قوله تعالى: * (ثم أوحينآ إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) *.