والحق، إلى طريق الكفر والضلال.
وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر. كقوله (في أول القلم) * (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين فلا تطع المكذبين) *، وقوله (في الأنعام): * (إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) *، وقوله (في النجم): * (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى) * والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا.
والظاهر أن صيغة التفضيل التي هي * (أعلم) * في هذه الآيات يراد بها مطلق الوصف لا التفضيل. لأن الله لا يشاركه أحد في علم ما يصير إليه خلقه من شقاوة وسعادة. فهي كقول الشنفرى: والظاهر أن صيغة التفضيل التي هي * (أعلم) * في هذه الآيات يراد بها مطلق الوصف لا التفضيل. لأن الله لا يشاركه أحد في علم ما يصير إليه خلقه من شقاوة وسعادة. فهي كقول الشنفرى:
* وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن * بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل * أي لم أكن بعجلهم. وقول الفرزدق: أي لم أكن بعجلهم. وقول الفرزدق:
* إن الذي سمك السماء بنى لنا * بيتا دعائمه أعز وأطول * أي عزيزة طويلة. قوله تعالى: * (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) *. نزلت هذه الآية الكريمة من سورة النحل بالمدينة، في تمثيل المشركين بحمزة ومن قتل معه يوم أحد. فقال المسلمون: لئن أظفرنا الله بهم لنمثلن بهم. فنزلت الآية الكريمة، فصبروا لقوله تعالى: * (لهو خير للصابرين) * مع أن سورة النحل مكية، إلا هذه الآيات الثلاث من آخرها. والآية فيها جواز الانتقام والإرشاد إلى أفضلية العفو. وقد ذكر تعالى هذا المعنى في القرآن. كقوله: * (وجزآء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله) *، وقوله: * (والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له) *، وقوله: * (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولائك ما عليهم من سبيل) * إلى قوله * (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الا مور) *، وقوله * (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) * إلى قوله * (أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا) * كما قدمنا.