مما يضيق به الصدر.
ويدل لهذا الوجه الأخير في الآية قوله تعالى: * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضآئق به صدرك) *، وقوله: * (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون) *، وقوله: * (فلعلك باخع نفسك علىءاثارهم إن لم يؤمنوا بهاذا الحديث أسفا) * وقوله: * (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) *.
ويؤيد الوجه الأخير في الآية أن الحرج في لغة العرب: الضيق. وذلك معروف في كلامهم، ومنه قوله تعالى: * (ليس على الا عمى حرج) *، وقوله: * (وما جعل عليكم فى الدين من حرج) *، وقوله: * (يجعل صدره ضيقا حرجا) * أي شديد الضيق إلى غير ذلك من الآيات، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة، أو جميل: يجعل صدره ضيقا حرجا) * أي شديد الضيق إلى غير ذلك من الآيات، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة، أو جميل:
* فخرجت خوف يمينها فتبسمت * فعلمت أن يمينها لم تحرج * وقول العرجي: وقول العرجي:
* عوجي علينا ربة الهودج * إنك إلا تفعلي تحرجي * والمراد بالإحراج في البيتين: الإدخال في الحرج. بمعنى الضيق كما ذكرنا.
قوله تعالى: * (لتنذر به وذكرى للمؤمنين) *.
لم يبين هنا المفعول به لقوله لتنذر، ولكنه بينه في مواضع أخر كقوله: * (وتنذر به قوما لدا) *، وقوله: * (لتنذر قوما مآ أنذر ءابآؤهم) *، إلى غير ذلك من الآيات. كما أنه بين المفعول الثاني للإنذار في آيات أخر، كقوله * (لينذر بأسا شديدا من لدنه) *، وقوله: * (فأنذرتكم نارا تلظى) *، وقوله: * (إنآ أنذرناكم عذابا قريبا) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقد جمع تعالى في هذه الآية الكريمة بين الإنذار والذكرى في قوله: * (لتنذر به وذكرى للمؤمنين) * فالإنذار للكفار، والذكرى للمؤمنين، ويدل لذلك قوله تعالى: * (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) *، وقوله: * (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) *، وقوله: * (فذكر بالقرءان من يخاف وعيد) *.