أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٤٧٢
فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون) *.
وقوله: * (وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم) * وقوله: * (ولو أننا نزلنآ إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله) * وقوله * (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جآءتهم كل آية) * وقوله * (وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) * وقوله * (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها) * إلى غير ذلك من الآيات وذكر تعالى نحو هذا العناد واللجاج عن فرعون وقومه في قوله: * (وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين) *.
قوله تعالى: * (وقالوا لولا أنزل عليه ملك) *.
لم يبين هنا ماذا يريدون بإنزال الملك المقترح ولكنه بين في موضع آخر أنهم يريدون بإنزال الملك أن يكون نذيرا آخر مع النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله: * (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا) *.
قوله تعالى: * (ولو أنزلنا ملكا لقضى الامر ثم لا ينظرون) *.
يعني أنه لو نزل عليهم الملائكة وهم على ما هم عليه من الكفر والمعاصي لجاءهم من الله العذاب من غير إمهال ولا إنظار لأنه حكم بأن الملائكة لا تنزل عليهم إلا بذلك كما بينه تعالى بقوله: * (ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين) *. وقوله * (يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين) *.
قوله تعالى: * (ولو جعلنه ملكا لجعلنه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون) *.
أي لو بعثنا إلى البشر رسولا ملكيا لكان على هيئة الرجل لتمكنهم مخاطبته والانتفاع بالأخذ عنه لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة من شدة النور ولو كان كذلك لالتبس عليهم الأمر كما هم يلبسون على أنفسهم في قبول رسالة الرسول البشري.
وهذه الآية الكريمة تدل على أن الرسول ينبغي أن يكون من نوع المرسل إليهم كما أشار تعالى إلى ذلك أيضا بقوله: * (قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا) *. * (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به
(٤٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»