أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٤٧٣
كانوا به يستهزءون) *.
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الكفار استهزءوا برسل قبل نبينا صلى الله عليه وسلم وأنهم حاق بهم العذاب بسبب ذلك ولم يفصل هنا كيفية استهزائهم ولا كيفية العذاب الذي أهلكوا به ولكنه فصل كثيرا من ذلك في مواضع متعددة في ذكر نوح وقومه وهود وقومه وصالح وقومه ولوط وقومه وشعيب وقومه إلى غير ذلك.
فمن استهزائهم بنوح قولهم له بعد أن كنت نبيا صرت نجارا وقد قال الله تعالى عن نوح: * (إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون) * وذكر ما حاق بهم بقوله: * (فأخذهم الطوفان وهم ظالمون) * وأمثالها من الآيات.
ومن استهزائهم بهود ما ذكره الله عنهم من قولهم: * (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) * وقوله عنهم أيضا: * (قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركى آلهتنا عن قولك) *. وذكر ما حاق بهم من العذاب في قوله. * (أرسلنا عليهم الريح العقيم) * وأمثالها من الآيات.
ومن استهزائهم بصالح قولهم فيما ذكر الله عنهم * (وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنآ إن كنت من المرسلين) * وقولهم * (يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا الآية) * وذكر ما حاق بهم بقوله * (وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين) * ونحوها من الآيات.
ومن استهزائهم بلوط قولهم فيما حكى الله عنهم: * (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم) *. وقولهم له أيضا: * (لئن لم تنته يا لوط لتكنونن من المخرجين) * وذكر ما حاق بهم بقوله * (فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) * ونحوها من الآيات.
ومن استهزائهم بشعيب قولهم فيما حكى الله عنهم: * (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك ومآ أنت علينا بعزيز) * وذكر ما حاق بهم بقوله * (فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم) * ونحوها من الآيات.
قوله تعالى: * (وهو يطعم ولا يطعم) *.
يعني أنه تعالى هو الذي يرزق الخلائق وهو الغني المطلق فليس بمحتاج إلى رزق. وقد بين تعالى هذا بقوله: * (وما خلقت الجن
(٤٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 ... » »»