أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٤٧٥
(شهاب حروب لا تزال جياده * عوابس يعلكن الشكيم المصمدا * ) * قوله تعالى: * (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم) *.
يعني أول من أسلم من هذه الأمة التي أرسلت إليها وليس المراد أول من أسلم من جميع الناس كما بينه تعالى بآيات كثيرة تدل على وجود المسلمين. قبل وجوده صلى الله عليه وسلم ووجود أمته كقوله عن إبراهيم: * (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العاليمن وقوله عن يوسف: * (توفني مسلما وألحقني بالصالحين) * وقوله * (يحكم بها النبيون الذين أسلموا) * وقوله عن لوط وأهله * (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) * إلى غير ذلك من الآيات.
قوله تعالى: * (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير) *.
بعد قوله * (وإن يمسسك بخير) * إلى أن فضله وعطاءه الجزيل لا يقدر أحد على رده عمن أراده له تعالى. كما صرح بذلك في قوله: * (وإن يردك بخير فلا رآد لفضله يصيب به من يشاء) *. قوله تعالى: * (وأوحى إلى هاذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ وصرح في هذه الآية الكريمة بأنه صلى الله عليه وسلم منذر لكل من بلغه هذا القرآن العظيم كائنا من كان ويفهم من الآية أن الإنذار به عام لكل من بلغه وأن كل من بلغه ولم يؤمن به فهو في النار وهو كذلك.
أما عموم إنذاره لكل من بلغه فقد دلت عليه آيات أخر أيضا كقوله * (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) * وقوله * (ومآ أرسلناك إلا كآفة للناس) * وقوله * (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) *.
وأما دخول من لم يؤمن به النار فقد صرح به تعالى في قوله * (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) *
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 ... » »»