أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ١٩٤
يعذر أحد في فهمه وتفسير تعرفه العرب من لغاتها وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله. فهذا تصريح من ابن عباس أن هذا الذي لا يعلمه إلا الله بمعنى التفسير لا ما تؤول إليه حقيقة الأمر.
وقوله هذا ينافي التفصيل المذكور.
الثاني: أن الحروف المقطعة في أوائل السور لا يعلم المراد بها إلا الله إذ لم يقم دليل على شئ معين أنه هو المراد بها من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا من لغة العرب. فالجزم بأن معناها كذا على التعيين تحكم بلا دليل.
تنبيهان الأول: اعلم أنه على القول بأن الواو عاطفة فإن إعراب جملة يقولون مستشكل من ثلاث جهات:
الأولى أنها حال من المعطوف وهو الراسخون دون المعطوف عليه وهو لفظ الجلالة. والمعروف إتيان الحال من المعطوف والمعطوف عليه معا كقولك: جاء زيد وعمرو راكبين.
وقوله تعالى: * (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) *.
وهذا الإشكال ساقط؛ لجواز إتيان الحال من المعطوف فقط دون المعطوف عليه ومن أمثلته في القرءان قوله تعالى: * (وجاء ربك والملك صفا صفا) * فقوله * (صفا) * حال من المعطوف وهو * (الملك) * دون المعطوف عليه وهو لفظة: * (ربك) *. وقوله تعالى: * (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا) * فجملة * (يقولون) * حال من واو الفاعل في قوله: * (الذين جاءوا) * وهو معطوف على قوله: * (للفقراء المهاجرين) * وقوله: * (والذين تبوءا الدار والإيمان) * فهو حال من المعطوف دون المعطوف عليه كما بينه ابن كثير وغيره.
الجهة الثانية: من جهات الإشكال المذكورة هي ما ذكره القرطبي عن الخطابي قال عنه: واحتج له بعض أهل اللغة فقال معناه والراسخون في العلم يعلمونه قائلين:
(١٩٤)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»