تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٢٧ - الصفحة ١٣٩
أو درة صدفية غواصها * بهج متى يرها يهل ويسجد والجار والمجرور في موضع الصفة لحور، أو الحال، والاتيان بالكاف للمبالغة في التشبيه، ولعل الأمر عليه نحو زيد قمر.
* (جزآء بما كانوا يعملون) *.
* (جزاء بما كانوا يعملون) * مفعول له لفعل محذوف أي يفعل بهم ذلك كله جزاءا بأعمالهم أو بالذي استمروا على عمله أو هو مصدر مؤكد أي يجزون جزاء.
* (لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما) *.
* (لا يسمعون فيها لغوا) * ما لا يعتد به من الكلام وهو الذي يورد لا عن روية وفكر فيجري مجرى اللغا - وهو صوت العصافير ونحوها من الطير - وقد يسمى كل كلام قبيح لغوا * (ولا تأثيما) * أي ولا نسبة إلى الإثم أي لا يقال لهم أثمتم، وعن ابن عباس كما أخرج ابن المنذر. وابن أبي حاتم تفسيره بالكذب، وأخرجه هناد عن الضحاك - وهو من المجاز كما لا يخفى - والكلام من باب. ولا * (إلا قيلا سل‍اما سل‍اما) *.
* (إلا قيلا) * أي قولا فهو مصدر مثله * (سل‍اما س‍ال‍اما) * بدل من * (قيلا) * كقوله تعالى: * (لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما) * (مريم: 62) وقال الزجاج: هو صفة له بتأويله بالمشتق أي سالما من هذه العيوب أو مفعوله، والمراد لفظه فلذا جاز وقوعه مفعولا للقول مع إفراده، والمعنى إلا أن يقول بعضهم لبعض * (سلاما) *، وقيل: هو مصدر لفعل مقدر من لفظه وهو مقول القول ومفعوله حينئذ أي نسلم سلاما، والتكرير للدلالة على فشو السلام وكثرته فيما بينهم لأن المراد سلاما بعد سلام، والاستثناء منقطع وهو من تأكيد المدح بما يشبه الذم محتمل لأن يكون من الضرب الأول منه، وهو أن يستثنى من ضفة ذم منفية عن الشيء صفة مدح له بتقدير دخولها فيها بأن يقدر السلام هنا داخلا فيما قبل فيفيد التأكيد من وجهين، وأن يكون من الضرب الثاني منه وهو أن يثبت لشيء صفة مدح ويعقب بأداة استثناء يليها صفة مدح أخرى بأن لا يقدر ذلك، ويجعل الاستثناء من أصله منقطعا فيفيد التأكيد من وجه، ولولا ذكر التئثيم - على ما قاله السعد - جاز جعل الاستثناء متصلا حقيقية لأن معنى السلام الدعاء بالسلامة وأهل الجنة أغنياء عن ذلك فكان ظاهره من قبيل اللغو وفضول الكلام لولا ما فيه من فائدة الإكرام، وإنما منع التأثيم الذي هو النسبة إلى الإثم لأنه لا يمكن جعل السلام من قبيله وليس لك في الكلام أن تذكر متعددين ثم تأتي بالاستثناء المتصل من الأول مثل أن تقول: ما جاء من رجل ولا امرأة إلا زيدا ولو قصدت ذلك كان الواجب أن تؤخر ذكر الرجل، وقرىء - سلام سلام - بالرفع على الحاكية، وقوله تعالى:
* (وأصح‍اباليمين مآ أصح‍اباليمين) *.
* (وأصح‍اباليمين) * الخ شروع في بيان تفاصيل شؤونهم بعد بيان تفاصيل شؤون السابقين * (وأصحاب) * مبتدأ وقوله: * (ما أصحاب اليمين) * جملة استفهامية مشعرة بتفخيمهم والتعجيب من حالهم وهي على ما قالوا: إما خبر للمبتدأ، وقوله سبحانه:
* (فى سدر مخضود) *.
* (في سدر مخضود) * خبر ثان له، أو خبر لمبتدأ محذوف أي هم في سدر، والجملة استئناف لبيان ما أبهم في قوله عز وجل: * (ما أصحاب اليمين) * من علو الشأن، وإما معترضة والخبر هو قوله تعالى شأنه: * (في سدر) * وجوز أن تكون تلك الجملة في موضع الصفة والخبر هو هذا الجار والمجرور، والجملة عطف على قوله تبارك وتعالى في شرح أحوال السابقين: * (أولئك المقربون * في جنات النعيم) * (الواقعة: 11، 12) أي * (وأصحاب اليمين) * المقول فيهم * (ما أصحاب اليمين) * كائنون * (في سدر) * الخ، والظاهر أن التعبير بالميمنة فيما مر، وباليمين هنا للتفنن وكذا يقال في المشأمة والشمال فيما بعد، وقال الإمام: الحكم في ذلك أن في الميمنة وكذا المشأمة
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»