إلا الله كما روى عن قتادة. ومجاهد. والسدي ويشعر بها قوله: * (إنني براء مما تعبدون) * (الزخرف: 26) الخ، وجوز أن يعود على هذا القول نفسه وهو أيضا كلمة لغة.
* (وجعلها كلمة باقية فى عقبه لعلهم يرجعون) *.
* (كلمة باقية في عقبه) * في ذريته عليه السلام فلا يزال فيهم من يوحد الله تعالى ويدعو إلى توحيده عز وجل.
وقرأ حميد بن قيس * (كلمة) * بكسر الكاف وسكون اللام وهي لغة فيها، وقرىء * (في عقبه) * بسكون القاف تخفيفا و * (في عاقبه) * أي من عقبه أي خلفه ومنه تسمية النبي صلى الله عليه وسلم بالعاقب لأنه آخر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
* (لعلهم يرجعون) * تعليل للجعل أي جعلها باقية في عقبه كي يرجع من أشرك منهم بدعاء من وحد أو بسبب بقائها فهيم، والضميران للعقب وهو بمعنى الجمع، والأكثرون على أن الكلام بتقدير مضاف أي لعل مشركيهم أو الإسناد من إسناد ما للبعض إلى الكل وأولوا لعل بناء على أن الترجي من الله سبحانه وهو لا يصح في حقه تعالى أو منه عليه السلام لكنه من الأنبياء في حكم المتحقق ويجوز ترك التأويل كما لا يخفى بل هو الأظهر إذا كان ذاك من إبراهيم عليه السلام.
* (بل متعت هاؤلاء وءابآءهم حتى جآءهم الحق ورسول مبين) *.
* (بل متعت هاؤلاء) * أي أهل مكة المعاصرين للرسول صلى الله عليه وسلم * (وءاباءهم) * بالمد في العمر والنعمة * (حتى جاءهم الحق) * دعوة التوحيد أو القرآن * (ورسول مبين) * ظاهر الرسالة بما له من المعجزات الباهرات أو مبين للتوحيد بالآيات البينات والحجج القاطعات، والمراد بالتمتيع ما هو سبب له من استمتاعهم بما متعوا واشتغالهم بذلك عن شكر المنعم وطاعته والغاية لذلك فكأنه قيل اشتغلوا حتى جاء الحق وهي غاية له في نفس الأمر لأن مجيء الرسول مما ينبه عن سنة الغفلة ويزجر عن الاشتغال بالملاذ لكنهم عكسوا فجعلوا ما هو سبب للتنصل سببا للتوغل فهو على أسلوب قوله تعالى: * (لم يكن الذين كفروا) * إلى قوله سبحانه : * (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة) * (البينة: 4)، و * (بل متعت) * إضراب عن قوله جل شأنه * (لعلهم يرجعون) * كأنه قيل بل متعت مشركي مكة وأشغلتهم بالملاهي والملاذ فاشتغلوا فلمن يرجعوا أو فلم يحصل ما رجاه من رجوعهم عن الشرك، وهو في الحقيقة إضراب عن التمهيد الذي يمعت وشروع في المقصود ما رجاه من رجوعهم عن الشرك، وهو في الحقيقة إضراب عن التمهيد الذي سمعت وشروع في المقصود لكن روعي فيه المناسبة بما قرب من جملة الإضراب أعني * (لعلهم يجرعون) * وفي " الحواشي الشهابية " أنه إضراب عن قوله تعالى: * (وجعلها) * الخ أي لم يرجعوا فلم أعاجلهم بالعقوبة بل أعطيتهم نعما أخر غير الكلمة الباقية لأجل أن يشكروا منعمها ويوحدوه فلم يفعلوا بل زاد طغيانهم لاغترارهم أو التقدير ما اكتفيت في هدايتهم بجعل الكلمة باقية فيهم بل متعتهم وأرسلت رسولا وقرأ قتادة. والأعمش * (بل متعت) * بتاء الخطاب ورواها يعقوب عن نافع وهو من كلامه تعالى على سبيل التجريد لا الالتفات وإن قيل به في مثله أيضا كأنه تعالى اعترض بذلك على نفسه جل شأنه في قوله سبحانه: * (وجعلها) * الخ لا لتقبيح فعله سبحانه بل لقصد زيادة توبيخ المشركين كما إذا قال المحسن على من أساء مخاطبا لنفسه. أنت الداعي لاساءته بالإحسان إليه ورعايته فيبرز كلامه في صورة من يعترض على نفسه ويوبخها حتى كأنه مستحق لذلك، وفي ذلك من توبيخ المسيء ما فيه، وقال " صاحب اللوامح ": هو من كلام إبراهيم عليه السلام ومناجاته عز وجل، وقال في " البحر ": الظاهر أنه من مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم على معنى قل يا رب متعت، والأول أولى وهو الموافق للأصل المشهور، وقرأ الأعمش * (متعنا) * بنون العظمة.
* (ولما جآءهم الحق قالوا هاذا سحر وإنا به كافرون) *.
* (ولما جاءهم الحق) * لينبههم عما هم فيه من الغفلة ويرشدهم إلى التوحيد * (قالوا هاذا سحر وإنا به كافرون) *