تفسير آيات من القرآن الكريم - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ١٥٧
برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين. ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون) *. فيه مسائل:
الأولى: قوله: * (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض) * قيل معنى ذلك: كما أنعمنا عليه بنعم الدين أنعمنا عليه بنعم الدنيا.
الثانية: أن ذلك تمكينه في أرض مصر يحل وينزل منها ما أراد، بعد ذلك الحبس والضيق.
الثالثة: تسمية الله سبحانه ذلك رحمة في قوله: * (نصيب برحمتنا من نشاء) * وهذه من أشكل المسائل على أكثر الناس: بعضهم يظن أن هذا كله نقص أو مذموم؛ وأن التجرد من المال مطلقا هو الصواب، وبعض يظن أن عطاء الدنيا يدل على رضا الله وكلاهما على غير الصواب، وذلك أن من أنعم الله عليه بولاية أو مال فجعلها طريقا إلى طاعة الله فهو ممدوح، وهو أحد الرجلين الذين يغبطهم المؤمن؛ وإن كان غير هذا فلا.
الرابعة: أن هذه الأمور وإن جلت وصارت أعلى المراتب وأصعبها طريقا فتحصيلها مردود إلى محض المشيئة لا إلى الأسباب.
الخامسة: رد هذه المسألة الجزئية إلى القاعدة الكلية وهي: * (أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا) *.
(١٥٧)
مفاتيح البحث: الظنّ (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»