تفسير آيات من القرآن الكريم - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ١٥٩
كنعان جئنا نمتار طعاما قال: كم أنتم؟ قالوا عشرة قال: أخبروني خبركم قالوا: إنا إخوة بنو رجل صديق وإنا كنا اثنى عشر فذهب أخ لنا معنا في البرية فهلك فيها وكان أحب إلى أبينا منا فقال: فإلى من يسكن أبوكم بعده؟ قالوا: أخ لنا أصغر منه فذلك قوله: * (ولما جهزهم بجهازهم) * يقال: جهزت القوم إذ هيأت لهم جهاز السفر. وحمل لكل رجل منهم بعيرا وقال: * (ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين) * المضيفين، قيل: إنه أحسن ضيافتهم ثم أوعدهم على ترك الإتيان بالأخ فقال: * (فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون) *.
وقوله: * (لعلهم يرجعون) * والرحل كل ما يعد للرحيل من وعاء المتاع، ومركب للبعير، وحلس وغير ذلك، قيل: مراده أنهم يعرفون كرمه فيحملهم على العود، وقيل خاف أن لا يكون عندهم ما يرجعون به.
فيه مسائل: الأولى: كون القحط عم البلاد لم يكن على مصر خاصة.
الثانية: إنكارهم إياه ومعرفته لهم.
الثالثة: حيلته في التوصل إلى إتيان أخيه.
الرابعة: كونه ما فعل معهم حثهم على الإتيان به.
الخامسة: أن هذا ليس من تزكية النفس المذموم.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»