تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٤ - الصفحة ٣٠١
نلاقي هذا الأمر أو أنك تصاب به كما أصبت بيوسف «واسأل القرية التي كنا فيها» أي مصر أو قرية بقربها لحقهم المنادي عندها أي أرسل إلى أهلها واسألهم عن القصة «والعير التي أقبلنا فيها» أي أصحابها فإن القصة معروفة فيما بينهم وكانوا قوما من كنعان من جيران يعقوب عليه السلام وقيل من صنعاء «وإنا لصادقون» تأكيد في محل القسم «قال» أي يعقوب عليه السلام وهو استئناف مبني على سؤال نشأ مما سبق فكأنه قيل فماذا كان عند قول المتوقف لإخوته ما قال فقيل قال يعقوب عندما رجعوا إليه فقالوا له ما قالوا وإنما حذف للإيذان بأن مسارعتهم إلى قبوله ورجوعهم به إلى أبيهم أمر مسلم غني عن البيان وإنما المحتاج إليه جواب أبيهم «بل سولت» أي زينت وسهلت وهو إضراب لا عن صريح كلامهم فإنهم صادقون في ذلك بل عما يقتضيه من ادعاء البراءة عن التسبب فيما نزل به وأنه لم يصدر عنهم ما يؤدي إلى ذلك من قول أو فعل كأنه قيل لم يكن الأمر كذلك بل زينت «لكم أنفسكم أمرا» من الأمور فأتيتموه يريد بذلك فتياهم بأخذ السارق بسرقته «فصبر جميل» أي فأمري صبر جميل أو فصبر جميل أجمل «عسى الله أن يأتيني بهم جميعا» بيوسف وأخيه والمتوقف بمصر «إنه هو العليم» بحالي وحالهم «الحكيم» الذي لم يبتلني إلا لحكمة بالغة «وتولى» أي أعرض «عنهم» كراهة لما سمع منهم «وقال يا أسفى على يوسف» الأسف أشد الحزن والحسرة أضافه إلى نفسه والألف بدل من الياء فناداه أي يا أسفي تعالى فهذا أوانك وإنما أسف على يوسف مع أن الحادث مصيبة أخويه لأن رزأه كان قاعدة الأرزاء غضا عنده وإن تقادم عهده آخذا بمجامع قلبه لا ينساه ولأنه كان واثقا بحياتهما عالما بمكانهما طامعا في إيابهما وأما يوسف فلم يكن في شأنه ما يحرك سلسلة رجائه سوى رحمه الله تعالى وفضله وفي الخبر لم تعط أمة من الأمم إنا لله وإنا إليه راجعون إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ألا يرى إلى يعقوب حين أصابه ما أصابه لم يسترجع بل قال ما قال والتجانس بين لفظي الأسف ويوسف مما يزيد النظم الكريم بهجة كما في قوله عز وجل وهم ينهون عنه وينأون عنه وقوله إثاقلتم إلى الأرض أرضيتم وقوله ثم كلي من كل الثمرات وجئتك من سبأ بنبأ يقين ونظائرها «وابيضت عيناه من الحزن» الموجب للبكاء فإن العبرة إذا كثرت محقت سواد العين وقلبته إلى بياض كدر قيل قد عمي بصره وقيل كان يدرك إدراكا ضعيفا روى أنه ما جفت عينا يعقوب من يوم فراق يوسف إلى حين لقائه ثمانين عاما وما على وجه الأرض أكرم على الله عز وجل من يعقوب عليه السلام وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عليه السلام ما بلغ من وجد يعقوب عليه السلام
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 8 - سورة الأنفال 2
2 قوله تعالى: إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. 15
3 (الجزء العاشر) قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه و للرسول ولذي القربى واليتامى الخ 22
4 9 - سورة التوبة 39
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل الخ 62
6 قوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها و المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي السبيل الله وابن السبيل. 76
7 (الجزء الحادي عشر) قوله تعالى: إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف. 93
8 قوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة الخ. 111
9 10 - سورة يونس عليه السلام 115
10 قوله تعالى: الذين أحسنوا الحسنى وزيادة. 138
11 قوله تعالى: واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت. 164
12 11 - سورة هود عليه السلام 182
13 (الجزء الثاني عشر) قوله تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. 186
14 قوله تعالى: وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي فغفور رحيم. 209
15 قوله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 231
16 12 - سورة يوسف عليه السلام 250
17 قوله تعالى: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي. 285
18 قوله تعالى: رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض. 308