الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٧٧
هل أنتم مطلعون يقول مطلعون إليه حتى أنظر إليه في النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سواء الجحيم قال وسط الجحيم * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله في سواء الجحيم قال وسط الجحيم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر رماهم بسهم فاستوى في سوائها * وكان قبولا للهوى والطوارق * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال اطلع ثم التفت إلى أصحابه فقال لقد رأيت جماجم القوم تغلي * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا ان كعب الأحبار رضي الله عنه قال في الجنة كوى فإذا أراد أحد من أهلها أن ينظر إلى عدوه في النار اطلع فازداد شكرا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله هل أنتم مطلعون قال سأل ربه ان يطلعه فاطلع فرآه في سواء الجحيم يقول في وسطها فرأى جماجمهم تغلي فقال فلان فلولا ان الله عرفه إياه لما عرفه لقد تغير خبره وسبره فعند ذلك قال تالله ان كدب لتردين يقول لتهلكني لو أطعتك ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين قال في النار أفما نحن بميتين إلى قوله الفوز العظيم قال هذا قول أهل الجنة يقول الله لمثل هذا فليعمل العاملون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال عملوا ان كل نعيم بعد الموت يقطعه فقالوا أفما نحن بميتين الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين قيل لا قالوا ان هذا لهو الفوز العظيم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يقول الله تعالى لأهل الجنة كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون قال قول الله هنيئا أي لا تموتون فيها فعندها قالوا أفما نحن بميتين الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في يدي فرأى جنازة فأسرع المشي حتى أتى القبر ثم جثا على ركبتيه فجعل يبكى حتى بل الثرى ثم قال لمثل هذا فليعمل العاملون * قوله تعالى (أذلك خير نزلا) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها الظلمة فقال أبو جهل يزعم صاحبكم هذا ان في النار شجرة والنار تأكل الشجر وانا والله ما نعلم الزقوم الا التمر والزبد فتزقموا فأنزل الله حين عجبوا ان يكون في النار شجر انها شجرة تخرج في أصل الجحيم أي غذيت بالنار ومنها خلقت طلعها كأنه رؤس الشياطين قال يشبهها بذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انا جعلناها فتنة للظالمين قال قول أبى جهل انما الزقوم التمر والزبد أتزقمه * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه في قوله طلعها كأنه رؤس الشياطين قال شعور الشياطين قائمة إلى السماء * وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وابن المنذر عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال بلغنا ان ابن آدم لا ينهش من شجرة الزقوم نهشة لا نهشت منه مثلها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فلما نفد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى فسمع أبو جهل فقال من توعد يا محمد قال إياك فقال بم توعدني فقال أوعدك بالعزيز الكريم فقال أبو جهل أليس أنا العزيز الكريم فأنزل الله ان شجرة الزقوم طعام الأثيم إلى قوله ذق انك أنت العزيز الكريم فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه جمع أصحابه فاخرج إليهم زبدا وتمرا فقال تزقموا من هذا فوالله ما يتوعدكم محمد الا بهذا فأنزل الله انها شجرة تخرج في أصل الجحيم إلى قوله ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم فقال في الشوب انها تختلط باللبن فتشوبه بها فان لهم على ما يأكلون لشوبا من حميم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثم إن لهم عليها لشوبا قال لمزجا * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم قال يختلط الحميم والفساق قال له وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست