الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٧٥
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال هم الذين لا ينامون قبل العشاء فأثنى عليهم فلما ذكر ذلك جعل الرجل يعتزل فراشه مخافة أن تغلبه عينه فوقتها قبل أن ينام الصغير ويكسل الكبير * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال أنزلت في صلاة العشاء الآخرة كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينامون حتى يصلوها * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال كانوا ينتظرون ما بين المغرب والعشاء يصلون * وأخرج عبد الله بن أحمد بن جنبل في زوائد الزهد وابن عدي وابن مردويه عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال سالت أنس بن مالك رضي الله عنه عن هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال كان قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الأولين يصلون المغرب ويصلون بعدها إلى عشاء الآخرة فنزلت هذه الآية فيهم * وأخرج البزار وابن مردويه عن بلال رضي الله عنه قال كنا نجلس في المجالس وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون المغرب إلى العشاء فنزلت تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج محمد بن نصر والبيهقي في سننه عن ابن المنكدر وأبى حازم في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قالا هي ما بين المغرب والعشاء صلاة الأوابين * وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عيسى رضي الله عنه قال كان ناس من الأنصار يصلون ما بين المغرب والعشاء فنزلت فيهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج أحمد وابن جرير وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال قيام العبد من الليل * وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سالت عن عظيم وانه اليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون ثم قال ألا أخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه فقلت بلى يا رسول الله قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله فقلت بلى يا نبي الله فاخذ بلسانه فقال كف عنك هذا فقلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم الا حصائد ألسنتهم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل ففاضت عيناه حتى تحادرت دموعه فقال تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل أهل الجنة قال قد سالت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتؤدى الصلاة المكتوبة ولا أدرى ذكر الزكاة أم لا وان شئت أنبأتك برأس هذا الامر وعموده وذروة سنامه رأسه الاسلام من أسلم سلم وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والصيام جنة والصدقة تمحو الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال كانت لا تمر عليهم ليلة الا أخذوا منها بحظ * وأخرج الفريابي وابن أبى شيبة ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال يقومون فيصلون بالليل * وأخرج ابن نصر وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال قيام الليل * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد من طريق أبى عبد الله الجدلي عن عبادة بن الصامت عن كعب رضي الله عنه قال إذا حشر الناس نادى مناد هذا يوم الفصل أين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع أين الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ثم يخرج عنق من النار فيقول أمرت بثلاث بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل جبار عنيد وبكل معتد لأنا أعرف بالرجل من الوالد
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست