الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٩
إلى قوله حليم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن فضالة بن عبيد الأنصاري الصحابي انه كان برودس فمروا بجنازتين أحدهما قتيل والآخر متوفى فمال الناس على القتيل فقال فضالة ما لي أرى الناس مالوا مع هذا وتركوا هذا فقالوا هذا لقتيل في سبيل الله فقال والله ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت اسمعوا كتاب الله والذين هاجروا في سبيل الله تم قتلوا أو ماتوا الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله مدخلا يرضونه قال الجنة * قوله تعالى (ذلك ومن عاقب) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله ذلك ومن عاقب الآية قال إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية في ليلتين بقيتا من المحرم فلقوا المشركين فقال المشركون بعضهم لبعض قاتلوا أصحاب محمد فإنهم يحرمون القتال في الشهر الحرام وان أصحاب محمد ناشدوهم وذكروهم بالله أن يعرضوا لقتالهم فإنهم لا يستحلون القتال في الشهر الحرام الا من بادأهم وان المشركين بدؤا وقاتلوهم فاستحل الصحابة قتالهم عند ذلك فقاتلوهم ونصرهم الله عليهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ذلك ومن عاقب الآية قال تعاون المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخرجوه فوعد الله ان ينصره وهو في القصاص أيضا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وان ما يدعون من دونه هو الباطل قال الشيطان * قوله تعالى (ويمسك السماء) الآية * أخرج الطبراني عن ابن عباس قال إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف ان يسطو بك فقل الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعا الله أعز ممن أخاف وأحذر أعوذ بالله الذي لا اله الا هو الممسك السماوات السبع ان يقعن على الأرض الا باذنه من شرك عبدك فلان وجنوده وأشياعه من الجن والإنس الهى كن لي جارا من شرهم جل شأنك وعز جارك وتبارك اسمك ولا اله غيرك ثلاث مرات * قوله تعالى (ان الانسان لكفور) * أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ان الانسان لكفور قال يعد المصيبات وينسى النعم * أو خرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كل شئ في القرآن ان الانسان لكفور يعنى به الكفار والله أعلم * قوله تعالى (لكل أمة) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي المليح قال الأمة ما بين الأربعين إلى المائة فصاعدا * وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن علي بن الحسين لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه قال ذبحا هم ذابحوه حدثني أبو رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين فإذا خطب وصلى ذبح أحدهما يقول اللهم هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد ولى بالبلاغ ثم أتى بالآخر فذبحه وقال اللهم هذا عن محمد وآل محمد ثم يطعمهما المساكين ويأكل هو وأهله منهما فمكثنا سنتين قد كفانا الله الغرم والمؤنة ليس أحد من بنى هاشم يضحى * واخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هم ناسكوه يعنى هم ذابحوه فلا ينازعنك في الامر يعنى في أمر الذبائح * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ولكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه قال ذبحا هم ذابحوه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه منسكا هم ناسكوه قال اهراقه دم الهدى * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه لكل أمة جعلنا منسكا قال ذبحا وحجا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه فلا ينازعنك في الامر قول أهل الشرك أما ما ذبح الله بيمينه فلا تأكلون وأما ما ذبحتم بأيديكم فهو حلال * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه وادع إلى ربك قال إلى دين ربك انك لعلى هدى قال دين مستقيم وان جادلوك يعنى في الذبائح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وان جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون لنا أعمالنا ولكم أعمالكم * قوله تعالى (ألم تعلم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خلق الله اللوح المحفوظ لمسيرة مائة عام وقال للقلم قبل ان يخلق الخلق وهو على العرش اكتب قال ما أكبت قال علمي في خلقي إلى يوم تقوم الساعة فجرى القلم بما هو كائن في علم الله إلى يوم اليمامة فذلك قوله للنبي صلى الله عليه وسلم ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض يعنى ما في السماوات السبع والأرضين السبع ان ذلك لعلم في كتاب يعنى في اللوح المحفوظ مكتوب قبل ان يخلق السماوات والأرضين ان ذلك على الله يسير يعنى هين * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيفتح الله على أمتي بابا من القدر
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 » »»
الفهرست