الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٣
الذي يقنع بما أعطى والمعتر الذي يعتر من الأبواب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول على مكثريهم حق من يعتريهم * وعند المقلين السماحة والبذل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه سئل عن هذه الآية قال أما القانع فالقانع بما أرسلت إليه في بيته والمعتر الذي يعتريك * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال القانع الذي يسأل والمعتر الذي يعترض ولا يسأل * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن سعيد ابن جبير قال القانع السائل الذي يسأل ثم أنشد قول الشاعر لمال المرء يصلحه فيبقى * معاقرة أعف من القنوع * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الحسن قال القانع الذي يقنع إليك بما في يديك والمعتر الذي يتصدى إليك لتطعمه ولفظ ابن أبي شيبة والمعتر الذي يعتريك يريك نفسه ولا يسألك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبيهقي في سننه عن مجاهد قال القانع الطامع بما قبلك ولا يسألك والمعتر الذي يعتريك ولا يسألك * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال القانع الذي يسأل فيعطى في يديه والمعتر الذي يعتر فيطوف * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال القانع أهل مكة والمعتر سائر الناس * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد مثله * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال القانع السائل والمعتر معتر البدن * وأخرج البيهقي في سننه عن مجاهد قال البائس الذي يسأل بيده إذا سأل والقانع الطامع الذي يطمع في ذبيحتك من جيرانك والمعتر الذي يعتريك بنفسه ولا يسألك يتعرض لك * وأخرج عبد بن حميد عن القاسم بن أبي بزة انه سئل عن هذه الآية ما الذي آكل وما الذي أعطى القانع والمعتر قال اقسمها ثلاثة أجزاء قيل ما القانع قال من كان حولك قيل وان ذبح قال وان ذبح والمعتر الذي يأتيك ويسألك * قوله تعالى (لن ينال الله لحومها) * أخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال كان المشركون إذا ذبحوا استقبلوا الكعبة بالدماء فينضحون بها نحو الكعبة فأراد المسلمون ان يفعلوا ذلك فأنزل الله لن ينال الله لحومها ولا دماؤها الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال كان أهل الجاهلية ينضحون البيت بلحوم الإبل ودمائها فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنحن أحق ان ننضح فأنزل الله لن ينال الله لحومها الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال النصب ليست بأصنام الصنم يصور وينقش وهذه حجارة تنصب ثلثمائة وستون حجرا فكانوا إذا ذبحوا انضحوا الدم على ما أقبل من البيت وشرحوا اللحم وجعلوه على الحجارة فقال المسلمون يا رسول الله كان أهل الجاهلية يعظمون البيت بالدم فنحن أحق ان نعظمه فكان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكره ما قالوا فنزلت لن ينال الله لحومها ولا دماؤها * وأحرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان لن ينال الله قال لن يرفع إلى الله لحومها ولا دماؤها ولكن نحر البدن من تقوى الله وطاعته يقول يرفع إلى الله منكم الأعمال الصالحة والتقوى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم ولكن يناله التقوى منكم قال ما التمس به وجه الله تعالى * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه ولكن يناله التقوى منكم يقول إن كانت من طيب وكنتم طيبين وصل إلى أعمالكم وتقبلتها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ولتكبروا الله على ما هداكم قال على ذبحها في تلك الأيام * وأخرج الحاكم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن الحسن قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نلبس أجود ما نجد وان نتطيب بأجود ما نجد وان نضحي بأسمن ما نجد والبقرة عن سبعة والجزور عن سبعة وان نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار والله أعلم * قوله تعالى (ان الله يدفع عن الذين آمنوا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ان الله يدافع بالألف ورفع الياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الله يدافع عن الذين آمنوا قال والله ما يضيع الله رجلا قط حفظ له دينه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله ان الله لا يحب قال لا يقرب * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كل شئ في القرآن كفور يعنى به الكفار * قوله تعالى (أذن للذين يقاتلون) الآية * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني والحاكم
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»
الفهرست