الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٥٩
في عبادة الأوثان واجتنبوا قول الزور يعنى الافتراء على الله والتكذيب به * وأخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أيمن بن خريم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال يا أيها الناس عدلت شهادة الزور اشراكا بالله ثلاثا ثم قرأها فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن خريم بن فاتك الأسدي قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف قائما قال عدلت شهادة الزور الاشراك بالله ثلاثا ثم تلا هذه الآية واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور الا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي عن ابن مسعود قال شهادة الزور تعدل بالشرك بالله ثم قرأ فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد واجتنبوا قول الزور قال الكذب * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل واجتنبوا قول الزور يعنى الشرك بالكلام وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت فيقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله حنفاء لله غير مشركين به قال حجاجا لله غير مشركين به وذلك أن الجاهلية كانوا يحجون مشركين فلما أظهر الله الاسلام قال الله للمسلمين حجوا الآن غير مشركين بالله * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق قال كان الناس يحجون وهم مشركون فكانوا يسمونهم حنفاء الحجاج فنزلت حنفاء لله غير مشركين به * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن القاسم مولى أبى بكر الصديق قال كان ناس من مضر وغيرهم يحجون البيت وهم مشركون وكان من لا يحج البيت من المشركين يقولون قولوا حنفاء فقال الله حنفاء لله غير مشركين به يقول حجاجا غير مشركين به * وأخرج ابن المنذر عن السدى قال ما كان في القرآن من حنفاء قال مسلمين وما كان حنفاء مسلمين فهم حجاج * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد حنفاء قال حجاجا * وأخرج عن الضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد حنفاء قال متبعين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء الآية قال هذا مثل ضربه الله لمن أشرك بالله في بعده من الهدى وهلاكه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله في مكان سحيق قال بعيد * قوله تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ذلك ومن يعظم شعائر الله قال البدن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ذلك ومن يعظم شعائر الله قال الاستسمان والاستحسان والاستعظام وفى قوله لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال إلى أن تسمى بدنا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ذلك ومن يعظم شعائر الله قال استعظام البدن واستسمانها واستحسانها لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال ظهورها وأوبارها وأشعارها وأصوافها إلى أن تسمى هديا فإذا سميت هديا ذهبت المنافع ثم محلها يقول حين يسمى إلى البيت العتيق * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك وعطاء في الآية قال المنافع فيها الركوب عليها إذا احتاج وفى أوبارها وألبانها والأجل المسمى إلى أن تقلد فتصير بدنا ثم محلها إلى البيت العتيق قالا إلى يوم النحر تنحر بمنى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله ثم محلها إلى البيت العتيق قال إذا دخلت الحرم فقد بلغت محلها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن موسى في قوله ذلك ومن يعظم شعائر الله قال الوقوف بعرفة من شعائر الله وبجمع من شعائر الله والبدن من شعائر الله ورمى الجمار من شعائر الله والحلق من شعائر الله فمن يعظمها فإنها من تقوى القلوب لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال لكم في كل مشعر منها منافع إلى أن تخرجوا منه إلى غيره ثم محلها إلى البيت العتيق قال محل هذه
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست