الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٥
ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا اله غيره ان أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينهما الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها * وأخرج أحمد وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النطفة تكون في الرحم أربعين يوما على حالها لا تتغير فإذا مضت الأربعون صارت علقة ثم مضغة كذلك ثم عظاما كذلك فإذا أراد ان يسوى خلقه بعث إليه ملكا فيقول يا رب أذكر أم أنثى أشقى أم سعيد أقصير أم طويل أناقص أم زائد قوله أجله أصحيح أم سقيم فيكتب ذلك كله * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها ملك من الأرحام بكفه فقال يا رب مخلقة أم غير مخلقة فان قيل غير مخلقة لم تكن نسمة وقذفتها الرحم دما وان قيل مخلقة قال يا رب أذكر أم أنثى أشقى أم سعيد ما الاجل وما الأثر وما الرزق وبأي أرض تموت فيقال للنطفة من ربك فتقول الله فيقال من رازقك فتقول الله فيقال له اذهب إلى أم الكتاب فإنك ستجد فيه قصة هذه النطفة قال فتخلق فتعيش في أجلها وتأكل في رزقها وتطأ في أثرها حتى إذا جاء أجلها ماتت فدفنت في ذلك المكان * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله ملكا فقال يا رب مخلقة أو غير مخلقة فان قال غير مخلقة مجها الرحم دما وان قال مخلقة قال يا رب فما صفة هذه النطفة أذكر أم أنثى ما رزقها وما أجلها أشقى أم سعيد فيقال له انطلق إلى أم الكتاب فاستنسخ منه صفة هذه النطفة فينطلق فينسخها فلا يزال معه حتى يأتي على آخر صفتها * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى وكل بالرحم ملكا قال أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة فإذا قضى الله تعالى خلقها قال أي رب شقي أو سعيد ذكر أو أنثى فما الرزق فما الاجل فيكتب كذلك في بطن أمه * وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة وفى لفظ إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضى ربك ما يشاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب رزقه ويقضى ربك ما يشاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على أمره ولا ينقص وفى لفظ يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقى أو سعيد فيكتبان فيقول أي رب أذكر أو أثنى فيكتبان فيكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص * وأخرج ابن أبي حاتم وصححه عن ابن عباس في قوله مخلقة وغير مخلقة قال المخلقة ما كان حيا وغير مخلقة ما كان من سقط * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال العلقة الدم والمضغة اللحم والمخلقة التي تم خلقها وغير مخلقة السقط * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة مخلقة وغير مخلقة قال تامة وغير تامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية قال غير مخلقة السقط * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الشعبي قال إذا دخل في الخلق الرابع كانت نسمة مخلقة وإذا قدم فيها قبل ذلك فهي غير مخلقة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد مخلقة وغير مخلقة قال السقط مخلوق وغير مخلوق ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى قال التمام * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى قال اقامته في الرحم حتى يخرج * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى قال هذا ما كان من ولد يولد تاما ليس بسقط * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لنبين لكم قال إنكم كنتم في بطون أمهاتكم كذلك * قوله تعالى (وترى الأرض هامدة) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله وترى الأرض هامدة قال لا نبات فيها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وترى الأرض هامدة أي غبراء متهشمة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت يقول نفرق
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست