الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٨٧
يفقهوه وأن ينتفعوا به أطاعوا الشيطان فاستحوذ عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد وإذا قرأت القرآن الآية قال ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن على المشركين بمكة سمعوا ولا يرونه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا قال بغضا لما تكلم به لئلا يسمعوه كما كان قوم نوح يجعلون أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا ما يأمرهم به من الاستغفار والتوبة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا قال الشياطين * وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي جعفر محمد بن علي انه قال لم كتمتم بسم الله الرحمن الرحيم فنعم الاسم والله كتموا فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل منزله اجتمعت عليه قريش فيجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها فتولى قريش فرارا فأنزل الله وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله إذ يستمعون إليك قال عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله إذا يستمعون إليك قال هي في مثل قول الوليد بن المغيرة ومن معه في دار الندوة وفى قوله فلا يستطيعون سبيلا قال مخرجا يخرجهم من الأمثال التي ضربوا لك الوليد بن المغيرة وأصحابه * وأخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن الزهري رضي الله عنه قال حدثت أن أبا جهل وأبا سفيان والأخنس بن شريق خرجوا ليلة يستمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى بالليل في بيته فاخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق فتلاوموا فقال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ثم انصرفوا حتى إذا كان الليلة الثانية دعا كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس أتى أبا سفيان في بيته فقال أخبرني عن رأيك فيما سمعت من محمد قال والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها قال الأخنس وانا والذي حلفت به ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فقال ما رأيك فيما سمعت من محمد قال ماذا سمعت تنازعنا نحن وبنو عبد مناف في الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه فقام عنه الأخنس وتركه والله أعلم * قوله تعالى (وقالوا أئذا كنا عظاما) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ورفاتا قال غبارا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ورفاتا قال ترابا وفى قوله قل كونوا حجارة وحديدا قال ما شئتم فكونوا فسيعيدكم الله كما كنتم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله أو خلقا مما يكبر في صدوركم قال الموت قال لو كنتم موتى لأحييتكم * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو خلقا مما يكبر في صدوركم قال الموت * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد الله بن أحمد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله أو خلق مما يكبر في صدوركم قال هو الموت ليس شئ أكبر في نفس ابن آدم من الموت فكونوا الموت ان استطعتم فان الموت سيموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فسينغضون إليك رؤسهم قال يحركون رؤسهم استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى فسينغضون إليك رؤسهم قال يحركون رؤسهم استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست