الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٩٨
صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه الا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم عليه السلام فيقولون أنت أبونا فاشفع لنا إلى ربك فيقول انى أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الأرض ولكن ائتوا نوحا فيأتون نوحا فيقول انى دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا ولكن اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقول ائتوا موسى فيأتون موسى عليه الصلاة والسلام فيقول انى قتلت نفسا ولكن ائتوا عيسى فيأتون عيسى عليه السلام فيقول انى عبدت من دون الله ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فيأتوني فانطلق معهم فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال من هذا فأقول محمد فيفتحون لي ويقولون مرحبا فاخر ساجدا فيلهمني الله عز وجل من الثناء والحمد والمجد فيقال ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع وقل يسمع لقولك فهو المقام المحمود الذي قال الله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يخرج الله قوما من النار من أهل الايمان والقبلة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فذلك المقام المحمود * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه انه ذكر حديث الجهنميين فقيل له ما هذا الذي تحدث والله تعالى يقول انك من تدخل النار فقد أخزيته وكلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها فقال هل تقرأ القرآن قال نعم قال فهل سمعت فيه بالمقام المحمود قال نعم قال فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم الذي يخرج الله به من يخرج * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يأذن الله تعالى في الشفاعة فيقوم روح القدس جبريل عليه السلام ثم يقوم إبراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام ثم يقوم عيسى أو موسى عليهما السلام ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم واقفا ليشفع لا يشفع أحد بعده أكثر مما شفع وهو المقام المحمود الذي قال الله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سألتم الله فاسألوه ان يبعثني المقام المحمود الذي وعدني * وأخرج البخاري عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان رضي الله عنه قال يقال له سل تعطه يعنى النبي صلى الله عليه وسلم واشفع تشفع وادع تجب فيرفع رأسه فيقول أمتي مرتين أو ثلاثا فقال سلمان رضي الله عنه يشفع في كل من في قلبه مثقال حبة حنطة من ايمان أو مثقال شعيرة من ايمان أو مثقال حبة خردل من ايمان قال سلمان رضي الله عنه فذلكم المقام المحمود * وأخرج الديلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ما المقام المحمود قال ذاك يوم ينزل الله تعالى عن عرشه فيئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه بينه وبين جبريل عليه السلام ويشفع لامته فذلك المقام المحمود * وأخرج الديلمي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسني معه على السرير * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم خير بين ان يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا فأومأ إليه جبريل عليه السلام ان تواضع فاختار ان يكون عبدا نبيا فأعطى به نبي الله صلى الله عليه وسلم ثنتين انه أول من تنشق عنه الأرض وأول شافع فكان أهل العلم يرون انه المقام المحمود * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه معه على عرشه * قوله تعالى (وقل رب أدخلني مدخل صدق) الآية * أخرج أحمد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة فأنزل الله تعالى وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن قتادة رضي الله عنه في قوله وقل رب أدخلني مدخل صدق الآية قال أخرجه الله من مكة
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست