الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٦٩
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة بأربعة بالمولود والمعتوه ومن مات في الفترة والشيخ الهرم الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من جهنم ابرزي ويقول لهم انى كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم فيقول لهم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب أندخلها ومنها كنا نفر قال وأما من كتب له السعادة فيمضى فيقتحم فيها فيقول الرب قد عاينتموني فعصيتموني فأنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية فيدخل هؤلاء الجنة هؤلاء النار * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والطبراني وأبو نعيم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا وبالهالك في الفترة وبالهالك صغيرا فيقول الممسوخ عقلا يا رب لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته عقلا بأسعد بعقله منى ويقول الهالك في الفترة رب لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك عهد بأسعد بعهدك منى ويقول الهالك صغيرا يا رب أو آتيتني عمرا ما كان من آتيته عمرا بأسعد بعمره منى فيقول الرب تبارك وتعالى فإني آمركم بأمر أفتطيعوني فيقولون نعم وعزتك فيقول لهم فاذهبوا فأدخلوا جهنم ولو دخلوها ما ضرتهم شيئا فخرج عليهم قوابص من نار يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شئ فيرجعون سراعا ويقولون يا ربنا خرجنا وعزتك نريد دخولها فخرجت علينا قوابص من نار ظننا ان قد أهلكت ما خلق الله من شئ ثم يأمرهم ثانية فيرجعون كذلك ويقولون كذلك فيقول الرب خلقتكم على علمي والى علمي تصيرون ضميمهم فتأخذهم النار * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح رضي الله عنه قال يحاسب يوم القيامة الذين أرسل إليهم الرسل فيدخل الله الجنة من أطاعه ويدخل النار من عصاه ويبقى قوم من الولدان الذين هلكوا في الفترة فيقول وإني آمرك ان تدخلوا هذه النار فيخرج لهم عنق منها فمن دخلها كانت نجاته ومن نكص فلم يدخلها كانت هلكته * واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فسأله عن ذراري المشركين الذين هلكوا صغارا فوضع رأسه ساعة ثم قال أين السائل فقال ها أنا يا رسول الله فقال إن الله تبارك وتعالى إذا قضى بين أهل الجنة والنار لم يبق غيرهم عجوا فقالوا اللهم ربنا لم تأتنا رسلك ولم نعلم شيئا فأرسل إليهم ملكا والله أعلم بما كانوا عاملين فقال انى رسول ربكم إليكم فانطلقوا فاتبعوا حتى أتوا النار فقال إن الله يأمركم ان تقتحموا فيها فاقتحمت طائفة منهم ثم أخرجوا من حيث لا يشعر أصحابهم فجعلوا في السابقين المقربين ثم جاءهم الرسول فقال إن الله يأمركم ان تقتحموا في النار فاقتحمت طائفة أخرى ثم خرجوا من حيث لا يشعرون فجعلوا في أصحاب اليمين ثم جاء الرسول فقال إن الله يأمركم ان تقتحموا في النار فقالوا ربنا لا طاقة لنا بعذابك فامر بهم فجمعت نواصيهم وأقدامهم ثم ألقوا في النار والله أعلم * قوله تعالى (وإذا أرادنا ان نهلك قرية) * اخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أمرنا مترفيها قال بطاعة الله فعصوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله أمرنا مترفيها قال أمروا بالطاعة فعصوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول في قوله وإذا أردنا ان نهلك قرية الآية قال أمرنا مترفيها بحق فخالفوه فحق عليهم بذلك التدمير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها قال سلطنا شرارها فعصوا فيها فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم بالعذاب وهو قوله وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل أمرنا مترفيها قال سلطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول إن يعطبوا يبرموا وان أمروا * يوما يصير والله لك والفقد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه كان يقرأ أمرنا مترفيها مثقلة يقول أمرنا عليهم أمراء * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ آمرنا مترفيها يعنى بالمد قال أكثرنا فساقها * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه انه قرأ أمرنا مترفيها
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست