الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٧٢
حرف واحد لا ينبغي لأحد من المسلمين ان يستغفر لوالديه إذا كانوا مشركين ولم يقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ولكن ليخفض لهما جناح الذل من الرحمة وليقل لهما قولا معروفا قال الله تعالى ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ربكم أعلم بما في نفوسكم قال تكون البادرة من الولد إلى الوالد فقال الله ان تكونوا صالحين أي تكون النية صادقة ببرهما فإنه كان للأوابين غفورا للبادرة التي بدرت منه * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن سعيد ابن جبير رضي الله عنه في قوله انه كان للأوابين غفورا قال الرجاعين إلى الخير * وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن أبي حاتم والبيهقي عن الضحاك رضي الله عنه في قوله انه كان للأوابين قال الرجاعين من الذنب إلى التوبة ومن السيئات إلى الحسنات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله للأوابين قال للمطيعين المحسنين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله للأوابين قال للتوابين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال الأواب التواب * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال ثم برا الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد في سبيل الله * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد * وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن بهز بن حكيم عن بيه عن جده قال قلت يا رسول الله من أبر قال أمك قلت من أبر قال أمك قلت من أبر قال أمك قلت من أبر قال أباك ثم الأقرب فالأقرب * وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه أتى رجل فقال انى خطبت امرأة فأبت ان تنكحني وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه فغرت عليها فقتلتها فهل لي من توبة قال أمك حية قال لا قال تب إلى الله وتقرب إليه ما استطعت فذهبت فسالت ابن عباس رضي الله عنهما لم سالت عن حياه أمه فقال انى لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجة والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى رجل نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ما تأمرني قال بر أمك ثم عاد فقال بر أمك ثم عاد فقال بر أمك ثم عاد الرابعة فقال بر أباك وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما من مسلم له والدان يصبح إليهما محسنا الا فتح الله بابين يعنى من الجنة وان كان واحدا فواحد وان أغضب أحدهما لم يرض الله عنه حتى يرضى عنه قيل وان ظلماه قال وان ظلماه * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجزى ولد والده الا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة وترك أبويه يبكيان قال فارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد فقال ألك والدان قال نعم قال ففيهما فجاهد * وأخرج البخاري في الأدب ومسلم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قالوا يا رسول الله من قال من أدرك والديه عنده الكبر أو أحدهما فدخل النار * وأخرج البخاري في الأدب والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه انه أبصر رجلين فقال لأحدهما ما هذا منك فقال أبى فقال لا تسمه وفى لفظ لا تدعه باسمه ولا تمش امامه ولا تجلس قبله حتى يجلس ولا تستسب له * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين * وأخرج سعيد وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي عن معاوية بن جابر عن
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست