الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٧١
* وأخرج أحمد بسند حسن عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضع الموازين يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة ويوضع ما أحصى عليه فتمايل به الميزان فيبعث به إلى النار فإذا أدبر به إذا صائح يصيح من عند الرحمن لا تعجلوا لا تعجلوا فإنه قد بقى له فيؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا الله فتوضع مع الرجل في كفة حتى تميل به الميزان * وأخرج ابن أبي الدنيا والنميري في كتاب الاعلام عن عبد الله بن عمرو قال إن لآدم عليه السلام من الله عز وجل موقفا في فسح من العرش عليه ثوبان أخضران كأنه نخلة سحوق ينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى الجنة وينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى النار فبينا آدم على ذلك إذ نظر إلى رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ينطلق به إلى النار فينادى آدم يا أحمد يا أحمد فيقول لبيك يا أبا البشر فيقول هذا رجل من أمتك ينطلق به إلى النار فأشد المئزر وأسرع في أثر الملائكة وأقول يا رسل ربى قفوا فيقولون نحن الغلاظ الشداد الذين لا نعصي الله ما أمرنا ونفعل ما نؤمر فإذا أيس النبي صلى الله عليه وسلم قبض على لحيته بيده اليسرى واستقبل العرش بوجهه فيقول يا رب قد وعدتني ان لا تخزيني في أمتي فيأتي النداء من عند العرش أطيعوا محمدا وردوا هذا العبد إلى المقام فاخرج من حجزتي بطاقة بيضاء كالأنملة فألقيها في كفة الميزان اليمنى وأنا أقول بسم الله فترجح الحسنات على السيئات فينادى سعد وسعد جده وثقلت موازينه انطلقوا به إلى الجنة فيقول يا رسل ربى قفوا حتى أسال هذا العبد الكريم على ربه فيقول بأبي أنت وأمي ما أحسن وجهك وأحسن خلقك من أنت فقد أقلتني عثرتي فيقول أنا نبيك محمد وهذه صلاتك التي كنت تصلى على وافتك أحوج ما تكون إليها * وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة واللالكائي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو جئ بالسموات والأرض ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعن في كفة الميزان ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن * وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار وأبو يعلى والطبراني والبيهقي بسند جيد عن أنس قال لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفس بيده ما عمل الخلائق بمثلهما * وأخرج ابن أبي شيبة عن ميمون بن مهران قال قلت لام الدرداء أما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قالت نعم دخلت عليه فسمعته يقول أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن * وأخرج أبو داود والترمذي وصححه وابن حبان واللالكائي عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من شئ يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن * وأخرج الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب قال أعطيت ناقة في سبيل الله فأردت ان اشترى من نسلها فسالت النبي صلى الله عليه وسلم فقال دعها تأتى يوم القيامة هي وأولادها جميعا في ميزانك * وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فان رجح والا شفعت * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن مغيث بن سمى وعن مسروق قال تعبد راهب في صومعة ستين سنة فنظر يوما في غب سماء فقال لو نزلت فإني لا أرى أحدا فشربت من الماء وتوضأت ثم رجعت إلى مكاني فتعرضت له امرأة فتكشفت له فلم يملك نفسه ان وقع عليها فدخل بعض تلك الغدر ان يغتسل فيه وأدركه الموت وهو على تلك الحال ومر به سائل فأومأ إليه أن خذ الرغيف رغيفا كان في كسائه فاخذ المسكين الرغيف ومات فجئ بعمل ستين سنة فوضع في كفه وجئ بخطيئته فوضعت في كفة فرجحت بعمله حتى جئ بالرغيف فوضع مع عمله فرجح بخطيئته * وأخرج الطبراني في الأوسط عن سفينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ بخ خمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله ولا إله إلا الله والحمد لله والله أكبر وفرط صالح يفرطه المسلم * وأخرج أبو يعلى وابن حبان عن عمرو بن حريث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أنفقت عن خادمك من عمله كان لك أجره في موازينك * وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من توضأ فمسح بثوب نظيف فلا باس به ومن لم يفعل فهو أفضل لان الوضوء يوزن يوم القيامة مع سائر الأعمال * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست