الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٦٠
يتقبل منه قبل الآية ومن لم يتقبل منه قبل الآية لم يتقبل منه بعد الآية * وأخرج ابن مردويه عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال يبيت الناس يسرون إلى جمع وتبيت دابة الأرض تسرى إليهم فيصبحون وقد جعلتهم بين رأسها وذنبها فما من مؤمن الا تمسحه ولا منافق ولا كافر الا تخطمه وان التوبة لمفتوحة ثم يخرج الدخان فيأخذ المؤمن منه كهيئة الزكمة ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالشئ الخفيف وان التوبة لمفتوحة ثم تطلع الشمس من مغربها * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في البعث عن حذيفة بن أسيد قال أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من علية ونحن نتذاكر فقال ماذا تذكرون قلنا نتذاكر الساعة قال فإنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات الدخان والدجال وعيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن أو اليمن تطرد الناس إلى المحشر تنزل معهم إذا نزلوا وتقيل معهم إذا قالوا * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمر وقال إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعدا وان من ورائهم ثلاث أمم ما يعلم عدتهم الا الله تعالى منسك وتأويل وتاريس وان الشمس إذا طلعت كل يوم أبصرها الخلق كلهم فإذا غربت خرت ساجدة فتسلم وتستأذن فلا يؤذن لها ثم تستأذن فلا يؤذن لها ثم الثالثة فلا يؤذن لها فتقول يا رب ان عبادك ينظروني والمدى بعيد فلا يؤذن لها حتى إذا كان قدر ليلتين أو ثلاث قيل لها اطلعي من حيث غربت فتطلع فيراها أهل الأرض كلهم وهي فيما بلغنا أول الآيات لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يؤخذ منهم ويقال لو كان بالأمس * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن عبد الله بن مسعود انه قال ذات يوم لجلسائه أرأيتم قول الله عز وجل تغرب في عين حامئة ماذا يعنى بها قالوا الله أعلم قال فإنها إذا غربت سجدت له وسبحته وعظمته وكانت تحت العرش فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته واستأذنته فيؤذن لها فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه سجدت له وسبحته وعظمته ثم استأذنته فيقال لها اثبتي فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته ثم استأذنته فيقال لها اثبتي فتحبس مقدار ليلتين قال ويفزع إليها المتهجدون وينادى الرجل جاره يا فلان ما شاننا الليلة لقد نمت حتى شبعت وصليت حتى أعييت ثم يقال لها اطلعي من حيث غربت فذاك يوم لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل الآية * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن ابن عباس قال خطبنا عمر فقال أيها الناس سيكون قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم ويكذبون بالدجال ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ويكذبون بعذاب القبر ويكذبون بالشفاعة ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا * وأخرج البخاري في تاريخه وأبو الشيخ في العظمة وابن عساكر عن كعب قال إذا أراد الله ان تطلع الشمس من مغربها أدارها بالقطب فجعل مشرقها مغربها ومغربها مشرقها * وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله عند المشرق حجابا من الظلمة على البحر السابع على مقدار ليالي الدنيا كلها فإذا كان غروب الشمس أقبل ملك من الملائكة قد وكل بالليل فيقبض قبضة من ظلمة ذلك الحجاب ثم يستقبل المغرب فلا يزال يرسل تلك الظلمة من خلال أصابعه قليلا قليلا وهو يراعى الشفق فإذا غاب الشفق أرسل الظلمة كلها ثم ينشر جناحيه فيبلغان أقطار الأرض وأكناف السماء فيجاوزان ما شاء الله ان يجاوزا في الهواء فيشق ظلمة الليل بجناحيه بالتسبيح والتقديس لله حتى يبلغ المغرب على قدر ساعات الليل فإذا بلغ المغرب انفجر الصبح من المشرق ضم جناحه وضم الظلمة بعضها إلى بعض بكفيه حتى يقبض عليها بكف واحدة مثل قبضته حين تناولها من الحجاب بالمشرق ثم يضعها عند المغرب على البحر السابع فمن هناك تكون ظلمة الليل فإذا حول ذلك الحجاب من المشرق إلى المغرب نفخ في الصور فضوء النهار من قبل الشمس وظلمة الليل من قبل ذلك الحجاب فلا تزال الشمس تجرى من مطلعها إلى مغربها حتى يأتي الوقت الذي جعله الله لتوبة عباده فتستأذن الشمس من أين تطلع ويستأذن القمر من أين يطلع فلا يؤذن لهما فيحبسان مقدار ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر فلا
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست