الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٢
المحفوظ ذكر كل شئ وخلق السماوات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب فوالله لوددت انى كنت تركتها * وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي رزين رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل ان يخلق خلقه قال كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وخلق عرشه على الماء قال الترمذي رضي الله عنه العماء أي ليس معه شئ * وأخرج مسلم والترمذي والبيهقي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال دخل قوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا جئنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتفقه في الدين ونسأله عن بدء هذا الامر فقال كان الله ولا شئ غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شئ ثم خلق سبع سماوات ثم أتاني آت فقال هذه ناقتك قد ذهبت فخرجت والسراب ينقطع دونها فلوددت انى كنت تركتها * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن قوله تعالى وكان عرشه على الماء على أي شئ كان قال على متن الريح * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وكان عرشه على الماء قال قبل ان يخلق شيئا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال كان عرشه على الماء فلما خلق السماوات والأرض قسم ذلك الماء قسمين فجعل صفاء تحت العرش وهو البحر المسجور فلا تقطر منه قطرة حتى ينفخ في الصور فينزل منه مثل الطل فتنبت منه الأجسام وجعل النصف الآخر تحت الأرض السفلى * قوله تعالى (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * أخرج داود بن المحبر في كتاب العقل وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في التاريخ وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ليبلوكم أيكم أحسن عملا فقلت ما معنى ذلك يا رسول الله قال ليبلوكم أيكم أحسن عقلا ثم قال وأحسنكم عقلا أورعكم عن محارم الله وأعلمكم بطاعة الله * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله ليبلوكم قال يعنى الثقلين * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ليبلوكم قال ليختبركم أيكم أحسن عملا قال أيكم أتم عقلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه ليبلوكم أيكم أحسن عملا قال أزهد في الدنيا * قوله تعالى (ولئن قلت) الآية * أخرج أبو الشيخ عن زائدة رضي الله عنه قال قرأ سليمان بن موسى في هود عند سبع آيات ساحر مبين * قوله تعالى (ولئن أخرنا عنهم العذاب) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال لما نزل اقترب للناس حسابهم قال ناس ان الساعة قد اقتربت فتناهوا فتناهى القوم قليلا ثم عادوا إلى أعمالهم اعمال السوء فأنزل الله أتى أمر الله فلا تستعجلوه فقال أناس أهل الضلالة هذا أمر الله قد أتى فتناهى القوم ثم عادوا إلى مكرهم مكر السوء فأنزل الله هذه الآية ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر إلى أمة معدودة قال إلى أجل معدود * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ليقولن ما يحبسه قال للتكذيب به وانه ليس بشئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن يقول وقع العذاب الذي استهزؤا به * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ولئن أذقنا الانسان منا رحمة الآية قال يا ابن آدم إذا كانت بك نعمة من الله من السعة والامن والعافية فكفور لما بك منها وإذا نزعت منك يبتغى لك فراغك فيؤوس من روح الله قنوط من رحمته كذلك أمر المنافق والكافر وفى قوله ولئن أذقناه نعماء إلى قوله ذهب السيئات عنى قال غرة بالله وجراءة عليه انه لفرح والله لا يحب الفرحين فخور لما أعطى لا يشكر الله ثم استثنى فقال الا الذين صبروا يقول عند البلاء وعملوا الصالحات عند النعمة أولئك لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبير قال الجنة فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك ان تفعل فيه ما أمرت وتدعو إليه كما أرسلت ان يقولوا لولا أنزل عليه كنز لا نرى معه مالا أو جاء معه ملك ينذر معه انما أنت نذير فبلغ ما أمرت به فإنما أنت رسول
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست