خرج عليهم وقد ندم الناس وقالوا استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لنا ذلك فان شئت فاقعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لنبي إذا لبس لامته ان يضعها حتى يقاتل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد تحول عنه عبد الله بن أبي بثلث الناس ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حرة بنى حارثة فذب فرس بذنبه فأصاب ذباب سيفه فاستله فقال رسول الله صلى عليه وسلم وكان يحب الفأل ولا يعتاف لصاحب السيف شم سيفك فإني أرى السيوف ستستل اليوم ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بالشعب من أحد من عدوة الوادي إلى الجبل فجعل ظهره وعسكره إلى أحد وتعبى رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال وهو في سبعمائة رجل وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة عبد الله بن جبير والرماة خمسون رجلا فقال انضح عنا الجبل بالنبل لا يأتونا من خلفنا ان كان علينا أولنا فأنت مكانك لنؤتين من قبلك وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين * وأخرج ابن جرير عن السدى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم أحد أشيروا على ما أصنع فقالوا يا رسول الله أخرج إلى هذه الأكلب فقالت الأنصار يا رسول الله ما غلبنا عدو لنا أتانا في ديارنا فكيف وأنت فينا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي ابن سلول ولم يدعه قط قبلها فاستشاره فقال يا رسول الله أخرج بنا إلى هذه الأكلب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه ان يدخلوا عليه المدينة فيقاتلوا في الأزقة فأتى النعمان ابن مالك الأنصاري فقال يا رسول الله لا تحرمني الجنة فقال لم بم قال باني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وإني لا أفر من الزحف قال صدقت فقتل يومئذ ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بدرعه فلبسها فلما رأوه وقد لبس السلاح ندموا وقالوا بئسما صنعنا نشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم والوحي يأتيه فقاموا واعتذروا إليه وقالوا اصنع ما رأيت فقال رأيت القتال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لنبي أن يلبس لامته فيضعها حتى يقاتل وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد في ألف رجل وقد وعدهم الفتح ان يصبروا فرجع عبد الله بن أبي في ثلثمائة فتبعهم أبو جابر السلمي يدعوهم فأعيوه وقالوا له ما نعلم قتالا ولئن أطعتنا لترجعن معنا وقال إذ همت طائفتان منكم ان تفشلا وهم بنو سلمة وبنو حارثة هموا بالرجوع حين رجع عبد الله بن أبي فعصمهم الله وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وإذ تبوئ المؤمنين قال ذاك يوم أحد غدا نبي الله صلى الله عليه وسلم من أهله إلى أحد تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال واحد بناحية المدينة * قوله تعالى (إذ همت طائفتان) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال فينا نزلت في بنى حارثة وبنى سلمة إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا وما يسرني انها لم تنزل لقول الله والله وليهما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد إذ همت طائفتان قال بنو حارثة كانوا نحو أحد وبنو سلمة نحو سلع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة إذ همت طائفتان قال ذلك يوم أحد والطائفتان بنو سلمة وبنو حارثة حيان من الأنصار هموا بأمر فعصمهم الله من ذلك وقد ذكر لنا انه لما أنزلت هذه الآية قالوا ما يسرنا أنا لم نهم بالذي هممنا به وقد أخبرنا الله انه ولينا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس إذ همت طائفتان قال هم بنو حارثة وبنو سلمة * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال نزلت في بنى سلمة من الخزرج وبنى حارثة من الأوس إذ همت طائفتان الآية * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج قال ابن عباس الفشل الجبن والله أعلم * قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) * أخرج أحمد وابن حبان عن عياض الأشعري قال شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء أبو عبيدة ويزيد بن أبي سفيان وابن حسنة وخالد بن الوليد وعياض وليس عياضا هذا قال وقال عمر إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة فكتبنا إليه انه قد حاس إلينا الموت واستمددناه فكتب إلينا انه قد جاءني كتابكم تستمدوني وإني أدلكم على من هو أعز نصرا وأحضر جند الله عز وجل فاستنصروه فان محمدا صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم فإذا جاء كم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني فقاتلناهم فهزمناهم أربع فراسخ * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ولقد نصركم الله ببدر إلى ثلاثة آلاف من الملائكة منزلين في قصة بدر
(٦٨)