الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٥٩
أبى حاتم عن ابن جريج في قوله ومن يعتصم بالله قال يؤمن بالله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال الاعتصام بالله الثقة به * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال إن الله قضى على نفسه انه من آمن به هداه ومن وثق به أنجاه قال الربيع وتصديق ذلك في كتاب الله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم * وأخرج عبد بن حميد من طريق الربيع عن أبي العالية قال إن الله قضى على نفسه أنه من آمن به هداه ومن توكل عليه كفاه ومن أقرضه جزاه ومن وثق به أنجاه ومن دعاه استجاب له بعد أن يستجيب لله قال الربيع وتصديق ذلك في كتاب الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره ومن يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي * وأخرج تمام في فوائده عن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوحى الله إلى داود يا داود ما من عبد يعتصم بي دون خلقي أعرف ذلك من نيته فتكيده السماوات بمن فيها الا جعلت له من بين ذلك مخرجا وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف منه نيته الا قطعت أسباب لسماء من بين يديه وأسخت الهواء من تحت قدميه * وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب ما عند الله كانت 7 الأرض ظلاله والأرض فراشه لم يهتم بشئ من أمر الدنيا فهو لا يزرع الزرع وهو يأكل الخبز ولا يغرس الشجر ويأكل الثمار توكلا على الله وطالب مرضاته فضمن الله السماوات والأرض رزقه فهم يتعبون فيه ويأتون به حلالا ويستوفى هو رزقه بغير حساب حتى أتاه اليقين قال الحاكم صحيح قال الذهبي بل منكر أو موضوع فيه عمرو بن بكر السكسكي متهم عند ابن حبان وابنه إبراهيم قال الدارقطني متروك * وأخرج الحاكم وصححه عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ربكم يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملا قلبك غنى وأملأ يديك رزقا يا ابن ادم لا تباعد منى فاملأ قلبك فقرا وملأ يديك شغلا * وأخرج الحكم الترمذي عن الزهري قال أوحى الله إلى داود ما من عبد يعتصم بي دون خلقي وتكيده السماوات والأرض الا جعلت له من ذلك مخرجا وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني الا قطعت أسباب السماء بين يديه وأسخت الأرض من تحت قدميه * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جعل الهموم هما واحدا كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة ومن تشاعبت به الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) * أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفرايبي وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في الناسخ والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله اتقوا الله حق تقاته قال إن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه من وجه آخر عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله حق تقاته ان يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة اتقوا الله حق تقاته قال إن يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى قال عكرمة قال ابن عباس فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله بعد ذلك فاتقوا الله ما استطعتم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله اتقوا الله حق تقاته ان يطاع فلا يعصى فلم يستطيعوا قال الله فاتقوا الله ما استطعتم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال لما نزلت هذه الآية اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فأنزل الله تخفيفا على المسلمين فاتقوا الله ما استطعتم فنسخت الآية الأولى * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود اتقوا الله حق تقاته قال نسختها فاتقوا الله ما استطعتم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه من طريق على عن ابن عباس في قوله اتقوا الله حق تقاته قال لم تنسخ ولكن حق تقاته أن يجاهدوا في الله حق جهاده ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويقوموا الله بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال لما نزلت اتقوا الله حق تقاته ثم نزل بعدها فاتقوا الله ما استطعتم نسخت هذه الآية التي في آل عمران * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن قتادة في قوله اتقوا الله حق تقاته قال نسختها الآية التي في التغابن فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وعليها بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة