الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣١٧
لا أهرقه * وأخرج ابن مردويه عن أنس ان الآية التي حرم الله فيها الخمر نزلت وليس في المدنية شراب يشرب الا من تمر * وأخرج أبو يعلى عن أنس قال لما نزل تحريم الخمر فدخلت على ناس من أصحابي وهي بين أيديهم فضربتها برجلي وقلت انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نزل تحريم الخمر وشرابهم يومئذ اليسر والثمر * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كانوا يشربون الخمر بعد ما أنزل التي في البقرة وبعد التي في سورة النساء فلما نزلت التي في سورة المائدة تركوه * وأخرج مسلم وأبو يعلى وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس ان الله أعرض بالخمر فمن كان عنده منها شئ فليبع ولينتفع به فلم نلبث الا يسيرا ثم قال إن الله قد حرم الخمر فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شئ فلا يبع ولا يشرب قال فاستقبل الناس بما كان عندهم منها فسفكوها في طرق المدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والمسكر من كل شراب * وأخرج ابن مردويه عن وهب بن كيسان قال قلت لجابر بن عبد الله متى حرمت الخمر قال بعد أحد صبحنا الخمر يوم أحد حين خرجنا إلى القتال * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال حرمت الخمر يوم حرمت وما كان شراب الناس الا التمر والزبيب * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال كان رجل عنده ما أيتام فكان يشترى لهم ويبيع فاشترى خمرا فجعله في خوابي وان الله أنزل تحريم الخمر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله انه ليس لهم مال غيره فقال أهرقه فأهراقه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال حرمت الخمر وما بالمدينة منها شئ وما خمرهم يومئذ الا الفضيخ * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال حرمت الخمر يوم حرمت وما بالمدنية خمر الا الفضيخ * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عمر وقال إن هذه الآية التي في القرآن يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون هي في التوراة ان الله أنزل الحق ليذهب به الباطل ويبطل به اللغب والزفن والمزامير والكبارات يعنى البرابط والزمارات يعنى الدف والطنابير والشعر والخمر مرة لمن طعمها وأقسم ربى بيمينه وعزة حيله لا يشربها عبد بعدما حرمتها عليه الا عطشته يوم القيامة ولا يدعها بعد ما حرمتها لا سقيته إياها من حظيرة القدس * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حرم الله الخمر وكل مسكر حرام * وأخرج ابن مردويه عن عمر قال لقد أنزل الله تحريم الخمر وما بالمدينة زبيبة واحد ة * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن الجارود وابن مردويه عن أبي سعيد قال كان عندنا خمر ليتيم فلما نزلت الآية التي في المائدة سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا ليتيم فقال أهريقوها * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال حرمت الخمر وهي تخمر في الجراري * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال نزلت تحريم الخمر وما في أسقيتنا الا الزبيب والتمر فأكفأناهما * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من التمر خمر ومن العسل خمر ومن الزبيب خمر ومن العنب خمر ومن الحنطة خمر وأنهاكم عن كل مسكر * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال لما نزلت يسئلونك عن الخمر والميسر الآية كرهها قوم لقوله فيهما اثم كبير وشربها قوم لقوله ومنافع للناس حتى نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكانوا يدعونها في حين الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة حتى نزلت انما الخمر والميسر الآية يقال عمر ضيعة لك اليوم قرنت بالميسر * وأخرج بن جرير عن الشعبي قال نزلت في الخمر أربع آيات يسئلونك عن الخمر والميسر الآية فتركوها ثم نزلت تتخذون منه سكرا ورزقا فأحسنا فشربوها ثم نزلت الآيتان في المائدة انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون * وأخرج ابن جرير عن السدى قال نزلت هذه لآية يسئلونك عن الخمر والميسر الآية فلم يزالوا بذلك يشربونها حتى صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا ساقيهم علي بن أبي طالب فقرأ قل يا أيها الكافرون فلم يفهمها فأنزل الله يشدد في الخمر يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فكانت حلالا يشربونها من صلاة الغداة حتى يرتفع النهار فيقومون إلى صلاة الظهر وهم مصحون ثم لا يشربونها حتى يصلوا العتمة ثم يقومون إلى صلاة الفجر وقد صحوا فلم يزالوا بذلك يشربونها حتى صنع سعد بن أبي وقاص طعاما فدعا ساقيهم رجل من الأنصار فشوى لهم رأس بعير ثم دعاهم عليه فلما أكلوا
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة