الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٠
وعرفنا أمه هو ولده وقال الآخر لا أقول كما تقولون قد كان عيسى يخبرنا انه عبد الله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم فنقول كما قال لنفسه لقد خشيت أن تكونوا قلتم قولا عظيما قال فخرجوا على الناس فقالوا رجل منهم ماذا قلت قال قلت هو الله كان في الأرض ما بدا له ثم صعد إلى السماء حين بدا له قال فاتبعه عنق من الناس وهؤلاء النسطورية واليعقوبية 7 فخرج الرابع فقالوا له ما ذا قلت قال قلت هو عبد الله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم فاتبعه عنق من الناس فقال محمد بن كعب فكل قد ذكره الله في القرآن لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم الآية قرأ لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة الآية ثم قرأ وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما ثم قرأ ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا إلى قوله منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون قال محمد بن كعب فهؤلاء أمة مقتصدة الذين قالوا عيسى عبد الله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة قال النصارى يقولون ان الله ثالث ثلاثة وكذبوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال تفرق بنو إسرائيل ثلاث فرق في عيسى فقالت فرقة هو الله وقالت فرقة هو ابن الله وقالت فرقة هو عبد الله وروحه وهي المقتصدة وهي مسلمة أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة قال قالت النصارى ان الله هو المسيح وأمه فذلك قوله أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله * قال ابن أبي حاتم حدثنا عبد الله بن هلال الدمشقي حدثنا أحمد بن أبي الحوارى قال قال أبو سليمان الداراني يا أحمد والله ما حرك ألسنتهم بقولهم ثالث ثلاثة الا هو ولو شاء الله لا خرس ألسنتهم * قوله تعالى (يا أهل الكتاب لا تغلوا) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله لا تغلوا في دينكم يقول لا تبتدعوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله لا تغلوا في دينكم قال الغلو فراق الحق وكان مما غلوا فيه ان دعو الله صاحبة وولدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال قد كان قائم قام عليهم فاخذ بالكتاب والسنة زمانا فاتاه الشيطان فقال انما تركب أثرا وأمرا قد عمل به قبلك فلا تحمد عليه ولكن ابتدع أمرا من قبل نفسك وادع إليه واجبر الناس عليه ففعل ثم ادكر من بعد فعله زمانا فأراد أن يموت فخلع سلطانه وملكه وأراد أن يتعبد فلبث في عبادته أياما فأتى فقيل له لو أنك تبت من خطيئة عملتها فيما بينك وبين ربك عسى أن يتاب عليك ولكن ضل فلان وفلان في سبيلك حتى فارقوا الدنيا وهم على الضلالة فيكف لك بهداهم فلا توبة لك أبدا ففيه سمعنا وفى أشباهه هذه الآية يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثرا وضلوا عن سواء السبيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله لا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا فهم أولئك الذين ضلوا وأضلوا أتباعهم وضلوا عن سواء السبيل عن عدل السبيل والله أعلم * قوله تعالى (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل) الآيات * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال كان الرجل يلقى الرجل فيقول له يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض قال لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود إلى قوله فاسقون ثم قال كلا والله لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق اطراء * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بني إسرائيل لما عملوا الخطيئة نهاهم علماؤهم تعزيرا ثم جالسوهم وآكلوهم وشاربوهم كان لم يعلموا بالأمس خطيئة فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان نبي من الأنبياء ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأطرنهم على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم عل بعض وليلعننكم كما لعنهم * وأخرج عبد بن حميد عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا العطاء ما كان عطاء فإذا كان رشوة عن دينكم فلا تأخذوه ولن تتركوه يمنعكم من ذلك الفقر والمخافة ان بنى يا جوج قد جاؤوا وان رحى الاسلام
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة