الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٢
المسيح من تعلم وعمل وعلم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عيسى بن مريم قام في بني إسرائيل فقال يا معشر الحواريين لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم والأمور ثلاثة أمر تبين رشده فاتبعوه وأمر تبين لكم غيه فاجتنبوه وأمر اختلف عليكم فيه فردوا علمه إلى الله تعالى * وأخرج ابن عساكر عن عمر وبن قيس الملائي قال قال عيسى بن مريم ان صنعت الحكمة أهلها جهلت وان منحتها غير أهلها جهلت كن كالطبيب المداوي ان رأى موضعا للدواء والا أمسك * وأخرج عبد الله بن أحمد في الزهد وابن عساكر عن عكرمة قال قال عيسى ابن مريم للحواريين يا معشر الحواريين لا تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير فان الخنزير لا يصنع باللؤلؤ شيئا ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها فان الحكمة خير من اللؤلؤ ومن لا يريدها شر من الخنزير * وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال قال عيسى يا علماء السوء جلستم على أبواب الجنة فلا أنتم تدخلونها ولا تدعون المساكين يدخلونها ان شرار الناس عند الله عالم يطلب الدنيا بعلمه * وأخرج ابن أبي شيبة عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى ابن مريم عليه السلام ان مثل حديث أنفس بالخطيئة كمثل الدخان في البيت ان لا يحرقه فإنه ينتن ريحه ويغير لونه * قوله تعالى (والتوراة والإنجيل) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال كان عيسى يقرأ التوراة والإنجيل * قوله تعالى (انى أخلق لكم من الطين كهيئة لطير) * أخرج ابن جرير عن ابن إسحاق أن عيسى جلس يوما مع غلمان من الكتاب فاخذ طينا ثم قال أجعل لكم من هذا الطين طائرا قالوا وتستطيع ذلك قال نعم باذن ربى ثم هيأه حتى إذا جعله في هيئة الطائر نفخ فيه ثم قال كن طائرا بإذن الله فخرج يطير من بين كفيه وخرج الغلمان بذلك من أمره فذكروه لمعلمهم فأفشوه في الناس * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ان عيسى قال أي الطير أشد خلقا قال الخفاش انما هو لحم ففعل * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال انما خلق عيسى طيرا واحدا وهو الخفاش * قوله تعالى (وأبرئ الأكمه والأبرص) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس الأكمه الذي يولد وهو أعمى * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس قال الأكمه الأعمى الممسوح العين * وأخرج أبو عبيد والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد عن مجاهد قال الأكمه الذي يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن عكرمة قال الأكمه الأعمش * وأخرج ابن عساكر عن وهب ابن منبه قال كان دعاء عيسى الذي يدعو به للمرضى والزمني والعميان والمجانين وغيرهم اللهم أنت إله من في السماء وإله من في الأرض لا إله فيهما غيرك وأنت جبار من في السماء وجبار من في الأرض لا جبار فيهما غيرك وأنت ملك من في السماء وملك من في الأرض لا ملك فيهما غيرك قدرتك في السماء كقدرتك في الأرض وسلطانك في الأرض كسلطانك في السماء أسألك باسمك الكريم ووجهك المنير وملكك القديم انك على كل شئ قدير قال وهب هذا للفزع والمجنون يقرأ عليه ويكتب له ويسقى ماؤه إن شاء الله تعالى * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن وهب قال لما صار عيسى ابن اثنتي عشرة سنة أوحى الله إلى أمه وهي بأرض مصر وكانت هربت من قومها حين ولدته إلى أرض مصر ان اطلعي به إلى الشام ففعلت فلم تزل بالشام حتى كان ابن ثلاثين سنة وكانت نبوته ثلاث سنين ثم رفعه الله إليه وزعم وهب أنه ربما اجتمع على عيسى من المرضى في الجماعة الواحدة خمسون ألفا من أطاق منهم أن يبلغه بلغه ومن لم يطق ذلك منهم أتاه عيسى فمشى إليه وانما كان يداويهم بالدعاء إلى الله تعالى * قوله تعالى (وأحيى الموتى بإذن الله) * أخرج البيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر من طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن طلحة عن رجل ان عيسى بن مريم كان إذا أراد أن يحيى الموتى صلى ركعتين يقرأ في الركعة الأولى تبارك الذي بيده الملك وفى الثانية تنزيل السجدة فإذا فرغ مدح الله وأثنى عليه ثم دعا بسبعة أسماء يا قديم يا حي يا دائم يا فرد يا وتر يا أحد يا صمد قال البيهقي ليس هذا بالقوى وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق محمد بن طلحة بن مصرف عن أبي بشر عن أبي الهذيل بلفظه وزاد في آخره وكانت إذا أصابته شدة دعا بسبعة أسماء أخرى يا حي يا قيوم يا الله يا رحمن يا ذا الجلال والاكرام يا نور السماوات والأرض وما بينهما ورب
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة