الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٦
كيف أعلم من هو أعلم منى قالت فدعه يقعد مع الصبيان فكان يخبر الصبيان بما يأكلون وما تدخر لهم أمهاتهم في بيوتهم * وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري وابن مسعود مرفوعا قال إن عيسى بن مريم أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم اكتب بسم الله قال له عيسى وما بسم قال له المعلم ما أدرى قال له عيسى الباء بهاء الله والسين سناؤه والميم مملكته والله له لآلهة والرحمن رحمن الآخرة والدنيا والرحيم رحيم الآخرة أبو جاد الألف آلاء الله والباء بهاء الله جيم جلال الله دال الله الدائم هوز الهاء الهاوية واو ويل لأهل النار واد في جهنم زاي زين أهل الدنيا حطي حاء الله الحكيم طاء الله الطالب لكل حق حتى يرده أي أهل النهار وهو الوجع كلمن الكاف الله الكافي لام الله القائم ميم الله المالك نون الله البحر سعفص 7 صاد الله الصادق عين الله العالم فاء الله ذكر كلمة صاد الله الصمد قرشت قاف الجبل المحيط بالدنيا الذي اخضرت منه السماء راء رياء الناس بها سين ستر الله تاء تمت أبدا قال ابن عدي هذا الحديث باطل بهذا الاسناد لا يرويه غير إسماعيل بن يحيى * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ان عيسى بن مريم أمسك عن الكلام بعد إذ كلمهم طفلا حتى بلغ ما يبلغ الغلمان ثم أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان فأكثر اليهود فيه وفى أمه من قول الزور فكان عيسى يشرب اللبن من أمه فلما فطم أكل الطعام وشرب الشراب حتى بلغ سبع سنين أسلمته أمه لرجل يعلمه كما يعلم الغلمان فلا يعلمه شيئا الا بدره عيسى إلى علمه قبل أن يعلمه إياه فعلمه أبا جاد فقال عيسى ما أبو جاد قال المعلم لا أدري فقال عيسى فكيف تعلمني مالا تدري فقال المعلم ادن فعلمني قال له عيسى فقم من مجلسك فقام فجلس عيسى مجلسه فقال عيسى سلني فقال المعلم فما أبو جاد فقال عيسى الألف آلاء الله باء بهاء الله جيم بهجة الله وجماله فعجب المعلم من ذلك فكان أول من فسر أبا جاد عيسى ابن مريم عليه السلام قال وسأل عثمان بن عفان رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما تفسير أبى جاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا تفسير أبى جاد فان فيه الأعاجيب كلها ويل لعالم جهل تفسيره فقيل يا رسول الله وما تفسير أبى جاد قال الألف آلاء الله والباء بهجة الله وجلاله والجيم مجد الله والدال دين الله هوز الهاء الهاوية ويل لمن هوى فيها والواو ويل لأهل النار والزاي الزاوية يعنى زوايا جهنم حطي الحاء حط خطايا المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبريل مع الملائكة إلى مطلع الفجر والطاء طوبى لهم وحسن مآب وهي شجرة غرسها الله بيده والياء يد الله فوق خلقه كلمن الكاف كلام الله لا تبديل لكلماته واللام إلمام أهل الجنة بينهم بالزيارة والتحية والسلام وتلاوم أهل النار بينهم والميم ملك الله الذي لا يزول ودوام الله الذي لا يفنى ونون نون والقلم وما يسطرون صعفص الصاد صاع بصاع وقسط بقسط وقص بقص يعنى الجزاء بالجزاء وكما تدين تدان والله لا يريد ظلما للعباد قرشت يعنى قرشهم فجمعهم يقضى بينهم يوم القيامة وهم لا يظلمون * (ذكر نبذ من حكم عيسى عليه السلام) * * وأخرج ابن المبارك في الزهد أخبرنا ابن عيينة عن خلف بن حوشب قال قال عيسى عليه السلام للحواريين كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك اتركوا لهم الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن يونس بن عبيد قال كان عيسى بن مريم عليه السلام يقول لا يصيب أحد حقيقة الايمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد في الزهد عن ثابت ا لبناني قال قيل لعيسى عليه السلام لو اتخذت حمارا تركبه لحاجتك فقال أنا أكرم على الله من أن يجعل لي شيئا يشغلني به * وأخرج ابن عساكر عن مالك بن دينار قال قال عيسى معاشر الحواريين ان خشية الله وحب الفردوس يورثان الصبر على المشقة ويباعدان من زهرة الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن عتبة بن يزيد قال قال عيسى بن مريم يا ابن آدم الضعيف اتق الله حيثما كنت وكل كسرتك من حلال واتخذ المسجد بيتا وكن في الدنيا ضعيفا وعود نفسك البكاء وقلبك التفكر وجسدك الصبر ولا تهتم برزقك غدا فإنها خطيئة تكتب علك * وأخرج ابن أبي الدنيا والإصبهاني في الترغيب عن محمد بن مطرف ان عيسى قال فذكره * وأخرج ابن أبي الدنيا عن وهيب المكي قال بلغني ان عيسى عليه السلام قال أصل كل خطيئة حب الدنيا ورب شهوة أورثت أهلها حرتا طويلا * وأخرج ابن عساكر عن يحيى بن سعيد قال كان
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة