الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٣
فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة ثم سائر أيامه كأيامكم هذه وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا فيقول للناس أنا ربكم وهو أعور وان ربكم ليس باعور مكتوب بين عينيه ك‍ ف ر مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وعير كاتب يرد كل ماء ومنهل الا المدينة ومكة حرمهما الله عليه وقامت الملائكة بأبوابها ومعه جبل من خبز والناس في جهد الامن اتبعه ومعه نهران أنا أعلم بهما منه نهير يقول الجنة ونهر يقول النار فمن دخل الذي يسميه الجنة فهي النار ومن دخل الذي يسميه النار فهي الجنة وتعبث معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة عظيمة يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس ويقتل نفسا ثم يحييه لا يسلط على غيرها من الناس فيما يرى الناس فيقول للناس أيها الناس هل يفعل مثل هذا الا الرب فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام فيأتيهم فيحصرهم فيشتد حصارهم ويجهد هم جهدا شديدا ثم ينزل عيسى فينادى من السحر فيقول يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث فيقولون هذا رجل حي فينطلقون فإذا هم بعيسى فتقام الصلاة فيقال له تقدم يا روح الله فيقول ليتقدم إمامكم فليصل بكم فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي إليه فيقتله حتى أن الشجرة تنادى يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحد الا قتله * وأخرج معمر في جامعه عن الزهري أخبرني عمرو بن سفيان الثقفي أخبرني رجلا من الأنصاري عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال يأتي سباخ المدينة وهو محرم عليه أن يدخلها فتنتفض بأهلها نفضة أو نفضتين وهي الزلزلة فيخرج إليه منها كل منافق ومنافقة ثم يأتي الدجال قبل الشام حتى يأتي بعض جبال الشام فيحاصرهم وبقية المسلمين يومئذ معتصمون بذروة جبل فيحاصرهم نازلا بالصلة حتى إذا طال عليهم الحصار قال رجل حتى متى أنتم هكذا وعدوكم نازل بأصل جبلكم هل أنتم الا بين إحدى الحسنيين بين أن تستشهدوا أو يظهركم فيتبايعون على القتال بيعة يعلم الله انها الصدق من أنفسهم ثم تأخذهم ظلمة لا يبصر أحدهم كفه فينزل ابن مريم فيحسر عن أبصارهم وبين أظهرهم رجل عليه لامة فيقول من أنت فيقول أنا عبد الله وروحه وكلمته عيسى اختاروا إحدى ثلاث بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذابا جسيما أو يخسف بهم الأرض أو يرسل عليهم سلاحكم ويكف سلاحهم فيقولون هذه يا رسول الله أشفى لصدورنا فيومئذ ترى اليهودي العظيم الطويل الأكول الشروب لا تقل يده سيفه من الرعب فينزلون إليهم فيسلطون عليهم ويذرب الدجال حتى يدركه عيسى فيقتله * وأخرج ابن أبي شبة وأحمد والطبراني الحاكم وصححه عن عثمان بن أبي العاصي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون للمسلمين ثلاثة أمصار مصر يلتقي البحرين ومصر بالجزيرة ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال في عراض جيش فيهرم من قبل المشرق فأول مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين فيصير أهلها ثلاث فرق فرقة تقيم وتقول نشامه ننظر ما هو وفرقة تلحق الاعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ومع الدجال سبعون ألفا عليهم التيجان وأكثر من معه اليهود والنساء ثم يأتي المصر الذي يليهم فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تقول نشامه وننظر ما هو وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ثم يأتي الشام فينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعثون بسرح لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد حتى أن أحدهم ليحرق وترقوسه فيأكله فبينما هم كذلك إذ ناداهم مناد من السحر أتاكم الغوث أيها الناس ثلاثا فيقول بعضهم لبعض ان هذا الصوت رجل شبعان فينزل عيسى عند صلاة الفجر فيقول له أمير الناس تقدم يا روح الله فصل بنا فيقول انكم معشر هذه الأمة أمراء بعضكم على بعض تقدم أنت فصل بنا فيتقدم فيصلى بهم فإذا انصرف أخذ عيسى حربته نحو الدجال فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص فتقع حربته بين ثندوته فيقتله ثم ينهزم أصحابه فليس شئ يومئذ يجن أحدا منهم حتى أن الحجر يقول يا مؤمن هذا كافر فاقتله والشجر يقول يا مؤمن هذا كافر فاقتله * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي الطفيل قال كنت بالكوفة فقيل قد خرج الدجال فأتينا حذيفة بن أسيد فقلت هذا الدجال قد خرج فقال اجلس فجلست فنودي انها كذبة صباغ فقال حذيفة ان الدجال لو خرج زمانكم لرمته الصبيان بالخزف ولكنه يخرج في نقص من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة