حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش أليسوا في الجنة قال بلى قالوا أليسوا قد مضوا وهم يشربون الخمر فحرم علينا شئ دخلوا الجنة وهم يشربونه فقال قد سمع الله ما قلتم فان شاء أجابكم فأنزل الله انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون قالوا انتهينا ونزل في الذين ذكروا حمزة وأصحابه ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة يسئلونك عن الخمر والميسر قال الميسر هو القمار كله قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس قال فذمهما ولم يحرمهما وهي لهم حلال يومئذ ثم انزل هذه الآية في شأن الخمر وهي أشد منها فقال يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكان السكر منها حراما ثم انزل الآية التي في المائدة يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام إلى قوله فهل أنتم منتهون فجاء تحريمها في هذه الآية قليلها وكثيرها ما أسكر منها وما لم يسكر * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال أول ما نزل تحريم الخمر يسئلونك عن الخمر والميسر قل فهما اثم كبير الآية فقال بعض الناس نشربها لمنافعها التي فيها وقال آخرون لا خير في شئ فيه اثم ثم نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى الآية فقال بعض الناس نشربها ونجلس في بيوتنا وقال آخرون لا خير في شئ يحول بيننا وبين الصلاة مع المسلمين فنزلت يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر الآية فانتهوا فنهاهم فانتهوا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال كان لقوم يشربونها حتى إذا حضرت الصلاة أمسكوا عنها قال وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال حين أنزلت هذه الآية قد تقرب الله في تحريم الخمر ثم حرمها بعد ذلك في سورة لمائدة بعد غزوة الأحزاب وعلم أنها تسفه الأحلام وتجهد الأموال وتشغل عن ذكر الله وعن الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فهل أنتم منتهون قال فانتهى القوم عن الخمر وأمسكوا عنها قال وذكر لنا ان هذه الآية لما أنزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ان الله قد حرم الخمر فمن كان عنده شئ فلا يطعمه ولا تبيعوها فلبث المسلمون زمانا يجدون ريحا من طرق المدينة مما أهراقوا منها * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس ان الشراب كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيدي والنعال والعصي حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر لو فرضنا لهم حدا فتوخى نحو ما كانوا يضربون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبو بكر يجلد هم أربعين حتى توفى ثم كان عمر من بعده فجلدهم كذلك أربعين حتى أتى برجل من المهاجرين الأولين وقد شرب فأمر به ان يجلد فقال لم تجلدني بيني وبينكم كتاب الله قال وفى أي كتاب الله تجدان لا أجلدك قال فان الله تعالى يقول في كتابه ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا فانا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات تم اتقوا وأحسنوا شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد فقال عمر ألا تردون عليه فقال ابن عباس هؤلاء الآيات نزلت عذرا للماضين وحجة على الباقين عذرا للماضين لانهم لقوا الله قبل ان حرم عليهم الخمر وحجة على الباقين لان الله يقول انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام حتى بلغ الآية الأخرى فان كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا فان الله نهى ان يشرب الخمر فقال عمر فماذا ترون فقال علي بن أبي طالب نرى انه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون جلده فامر عمر فجلد ثمانين * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن أبي طلحة زوج أم أنس قال لما نزلت تحريم الخمر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتفا يهتف الا ان الخمر قد حرمت فلا تبيعوها ولا تبتاعوها فمن كان عنده منه شئ فليهرقه قال أبو طلحة يا غلام حل عزلي تلك المزاد ففتحها فأهراقها وخمرنا يومئذ البسر والتمر فأهراق الباس حتى امتنعت فجاج المدينة * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال كنا نأكل من طعام لنا ونشرب عليه من هذا الشرب فأتانا فلان من نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تشربون الخمر وقد أنزل فيها قلنا ما تقولون قال نعم سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم الساعة ومن عنده أتيتكم فقمنا فأكفينا ما كان في الاناء من شئ * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال عند أبي طلحة مال ليتيم فاشترى به خمرا فلما حرمت الخمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اجعله خلا فقال
(٣١٦)