عن الخمر والميسر الآية فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله فسكت عنهم ثم نزلت هذه الآية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم ثم نزلت يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت الخمر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والنحاس في ناسخه عن سعد بن أبي وقاص قال في نزل تحريم الخمر صنع رجل من النصار طعاما فدعانا فاتاه ناس فأكلوا وشربوا حتى انتشوا من الخمر وذلك قبل ان تحرم الخمر فتفاخروا فقالت الأنصار الأنصار خير وقالت قريش قريش خير فأهوى رجل بلحى جزور فضرب على أنفى ففزره فكان سعد مفزور الانف قال فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب ان سالم بن عبد الله حدثه ان أول ما حرمت الخمر ان سعد بن أبي وقاص وأصحابا له شربوا فاقتتلوا فكسر وأنف سعد فأنزل الله انما الخمر والميسر الآية * وأخرج الطبراني عن سعد بن أبي وقاص قال نزلت في ثلاث آيات من كتاب الله نزل تحريم الخمر نادمت رجلا فعارضته وعارضني فعربدت عليه فشججته فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون ونزلت في ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها إلى آخر الآية ونزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة فقدمت شعيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك لزهيد فنزلت الآية الأخرى أأشفقتم ان تقدموا الآية * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال انما نزلت تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا فلما ان ثمل القوم عبث بعضهم ببعض فلما ان صحوا جعل يرى الرجل منهم الأثر بوجهه وبرأسه ولحيته فيقول صنع بي هذا أخي فلان وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن والله لو كان بي رؤفا رحيما ما صنع بي هذا حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله هذه الآية يا أيا الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون فقال أناس من المتكلفين هي رجس وهي في بطن فلان قتل يوم بدر وفلان قتل يوم أحد فأنزل الله هذه الآية ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية * واخرج ابن جرير عن بريدة قال بينما نحن قعود على شراب لنا ونحن نشرب الخمر جلاء إذ قمت حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وقد نزل تحريم الخمر يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله منتهون فجئت إلى أصحابي فقرأتها عليهم قال وبعض القوم شربته في يده قد شرب بعضا وبقى بعض في الاناء فقال بالإناء تحت شفته العليا كما يفعل الحجام ثم صبوا ما في باطيتهم فقالوا انتهينا ربنا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل المدينة ان الله يعرف عن الخمر تعريضا لا أدرى لعله سينزل فيها أمر ثم قام فقال يا أهل المدينة ن الله قد أنزل إلى تحريم الخمر فمن كتب منكم هذه الآية وعنده منها شئ فلا يشربها * وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن سابط قال زعموا ان عثمان بن مظعون حرم الخمر في الجاهلية وقال لا اشرب شيئا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى منى ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد فنزلت هذه الآية في سورة المائدة في الخمر فمر على رجل فقال حرمت الخمر وتلا هذه الآية فقال تبا لها قد كان بصرى فيها ثابتا * واخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال لما نزلت في البقرة يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس شربها قوم لقوله منافع للناس وتركها قوم لقوله اثم كبير منهم عثمان بن مظعون حتى نزلت الآية التي في النساء لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فتركها قوم وشربها قوم يتركونها بالنهار حين الصلاة ويشربونها بالليل حتى نزلت الآية التي في المائدة انما الخمر والميسر الآية قال عمر أقرنت بالميسر والأنصاب والأزلام بعدا لك وسحقا فتركها الناس ووقع في صدور أناس من الناس منها فجعل قوم يمر بالرواية من الخمر فتخرق فيمر بها أصحابها فيقولون قد كنا نكرمك عن هذا المصرع وقالوا ما حرم علينا شئ أشد من الخمر حتى جعل الرجل يلقى صاحبه فيقول ان في نفسي شيئا فيقول له صاحبه لعلك تذكر الخمر فيقول نعم فيقول ان في نفسي مثل ما في نفسك حتى ذكر ذلك قوم واجتمعوا فيه فقالوا كيف نتكلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد وخافوا ان ينزل فيهم فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعدوا له حجة فقالوا أرأيت
(٣١٥)