الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٢٤
عن ابن عباس قال ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا سهل ولا جبل أعظم من سورة البقرة وأعظم آية فيها آية الكرسي * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن المنذر وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف أنه كان إذا دخل منزله قرأ في زواياه آية الكرسي * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في الشعب عن علي بن أبي طالب قال سيد آي القرآن الله لا إله الا هو الحي القيوم * وأخرج البيهقي عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة الا الموت ومن قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه الله على داره ودار جاره وأهل دويرات حوله * وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة والدارمي ومحمد بن نصر وابن الضريس عن علي قال ما أرى رجلا ولد في الاسلام أو أدرك عقله الاسلام يبيت أبدا حتى يقرأ هذه الآية الله لا إله الا هو الحي القيوم ولو تعلمون ما هي انما أعطيها نبيكم من كنز تحت العرش ولم يعطها أحد قبل نبيكم وما بت ليلة قط حتى اقرأها ثلاث مرات اقرؤها في الركعتين بعد العشاء الآخرة وفى وترى وحين آخذ مضجعي من فراشي * وأخرج أبو عبيد عن عبد الله بن رباح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب أبا المنذر أي آية في القرآن أعظم قال الله ورسوله أعلم قال أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم قال الله ورسوله اعلم قال أبا المنذر أي آية في كتاب الله عز وجل أعظم قال الله ورسوله اعلم فقال الله لا إله الا هو الحي القيوم قال فضرب صدره وقال ليهنك العلم أبا المنذر * وأخرج ابن راهويه في مسنده عن عوف بن مالك قال جلس أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أيما أنزل الله عليك أعظم قال الله لا إله الا هو الحي القيوم حتى تختم * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن معاذ بن جبل قال ضم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقة فجعلته في غرفة لي فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي هو عمل الشيطان فارصده فرصدته ليلا فلما ذهب هوى من الليل أقبل على صورة الفيل فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته فدنا من التمر فجعل يلتقمه فشددت على ثيابي فتوسطته فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله يا عدو الله وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك فعاهدني أن لا يعود فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل أسيرك فقلت عاهدني أن لا يعود فقال إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثانية فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك فعاهدني أن لا يعود فحليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثالثة فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك فقلت يا عدو الله عاهدتني مرتين وهذه الثالثة فقال انى ذو عيال وما أتيتك الا من نصيبين ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان انفرتنا منها فوقعنا بنصيبين ولا تقرآن في بيت الا لم يلج فيه الشيطان ثلاثا فان خليت سبيلي علمتكهما قلت نعم قال آية الكرسي وآخر سورة البقرة آمن الرسول إلى آخرها فحليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما قال فقال صدق الخبيث وهو كذوب قال فكنت أقرؤهما بعد ذلك فلا أجد فيه نقصانا * وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عباس الله لا إله الا هو يريد الذي ليس معه شريك فكل معبود من دونه فهو خلق من خلقه لا يضرون ولا ينفعون ولا يملكون رزقا ولا حياة ولا نشورا الحي يريد الذي لا يموت القيوم الذي لا يبلى لا تأخذه سنة يريد النعاس ولا نوم من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يريد الملائكة مثل قوله ولا يشفعون الا لمن ارتضى يعلم ما بين أيديهم يريد من السماء إلى الأرض وما خلفهم يريد ما في السماوات ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء يريد مما أطلعهم على علمه وسع كرسيه السماوات والأرض يريد هو أعظم من السماوات السبع والأرضين السبع ولا يؤده حفظهما يريد ولا يفوته شئ مما في السماوات والأرض وهو العلى العظيم يريد لا أعلى منه ولا أعظم ولا أعز ولا أجل ولا أكرم * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي رحزة يزيد بن عبيد الساعي قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أتاه وفد من بنى فزارة فقالوا يا رسول الله أدع ربك أن يغيثنا واشفع لنا إلى ربك وليشفع ربك إليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلك هذا انا شفعت إلى ربى فمن ذا الذي يشفع ربنا إليه لا إله الا هو العظيم وسع كرسيه السماوات
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست