الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٢٢
الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يقيض في رأس كل مائة سنة من يعلم الناس السنن وينفى عن النبي صلى الله عليه وسلم الكذب فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المائتين الشافعي * وأخرج النحاس عن سفيان بن عيينة قال بلغني انه يخرج في كل مائة سنة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من العلماء يقوى الله عز وجل به الدين وان يحيى بن آدم عندي منهم * وأخرج الحاكم في مناقب الشافعي عن أبي الوليد حسان بن محمد الفقيه قال سمعت شيخا من أهل العلم يقول لأبي العباس بن سريح أبشر أيها القاضي فان الله من على المؤمنين بعمر بن عبد العزيز على رأس المائة فأظهر كل سنة وأمات كل بدعة ومن الله على رأس المائتين بالشافعي حتى أظهر السنة وأحفى البدعة ومن الله على رأس الثلثمائة بك حتى قويت كل سنة وضعفت كل بدعة * قوله تعالى (تلك الرسل) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فضلنا بعضهم على بعض قال اتخذ الله إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وجعل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون وهو عبد الله وكلمته وروحه وآتى داود زبورا وآتى سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وغفر لمحمد ما تقدم من ذنبه وما تأخر * وأخرج آدم بن أبي أياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات قال كلم الله موسى وأرسل محمدا إلى الناس كافة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر هو الشعبي ورفع بعضهم درجات قال محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس قال أتعجبون ان تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر عن الربيع بن خثيم قال لا أفضل على نبينا أحدا ولا أفضل على إبراهيم خليل الرحمن أحدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما جاءتهم البينات يقول من بعد موسى وعيسى * وأخرج ابن عساكر بسند واه عن ابن عباس قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية إذ اقبل على فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية أتحب عليا قال نعم قال إنها ستكون بينكم هنيهة قال معاوية فما بعد ذلك يا رسول الله قال عفو الله ورضوانه قال رضينا بقضاء الله ورضوانه فعند ذلك نزلت هذه الآية ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم في الزكاة والتطوع * وأخرج ابن المنذر عن سفيان قال يقال نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن ونسخ شهر رمضان كل صوم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال قد علم الله ان أناسا يتخالون في الدنيا ويشفع بعضهم لبعض فاما يوم القيامة فلا خلة الا خلة المتقين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار قال الحمد لله الذي قال والكافرون هم الظالمون ولم يقل والظالمون هم الكافرون والله أعلم * قوله تعالى (الله لا إله الا هو الحي القيوم) الآية * أخرج أحمد واللفظ له ومسلم وأبو داود وابن الضريس والحاكم والهروي في فضائله عن أبي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله أي آية في كتاب الله أعظم قال آية الكرسي الله لا إله الا هو الحي القيوم قال ليهنك العلم أبا المنذر والذي نفسي بيده ان لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش * وأخرج النسائي وأبو يعلى وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن أبي بن كعب انه كان له جرن فيه تمر فكان يتعاهده فوجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم قال فسلمت فرد السلام فقلت ما أنت جنى أم إنسي قال جنى قلت ناولني يدك فناولني فإذا يداه يد كلب وشعره شعر كلب فقلت هكذا خلق الجن قال لقد علمت الجن ان ما فيهم من هو أشد منى قلت ما حملك على ما صنعت قال بلغني انك رجل تحب الصدقة فأحببنا ان نصيب من طعامك فقال له أبى فما الذي يجيرنا منكم قال هذه الآية آية الكرسي التي في سورة البقرة من قالها حين يمسي أجير منا حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال صدق الخبيث * وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني وأبو نعيم في المعرفة بسند رجاله ثقات عن ابن الأسقع البكري ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين فسأله انسان أي آية في القرآن أعظم فقال النبي صلى الله
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست