الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣١٦
يأتيكم التابوت الآية فأصبح التابوت وما فيه في دار طالوت فآمنوا بنبوة شمعون وسلموا ملك طالوت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال كان طالوت سقاء يبيع الماء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله قالوا انى يكون له الملك علينا قال لم يقولوا ذلك الا أنه كان في بني إسرائيل سبطان كان في أحدهما النبوة وفى الآخر الملك فلا يبعث نبي الا من كان من سبط النبوة ولا يملك على الأرض أحد الا من كان من سبط الملك وأنه ابتعث طالوت حين ابتعثه وليس من أحد السبطين قال إن الله اصطفاه يعنى اختاره عليكم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدى عن أبي مالك في قوله أنى يعنى من أين * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدى عن أبي مالك عن ابن عباس وزاده بسطة يقول فضيلة في العلم والجسم يقول كان عظيما جسيما يفضل بني إسرائيل بعنقه * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه في قوله وزاده بسطة في العلم قال العلم بالحرب * وأخرج ابن جرير عن وهب في قوله والجسم قال كان فوق بني إسرائيل بمنكبيه فصاعدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والله يؤتى ملكه من يشاء قال سلطانه * وأخرج ابن المنذر عن وهب أنه سئل أنبى كان طالوت قال لا لم يأته وحى * وأخرج إسحاق بن بشر في المبتدا وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ومن طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله ألم تر إلى الملا يعنى ألم تخبر يا محمد عن الملا من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا النبي لهم اشمويل ابعث لنا ملكا نقاتل إلى قوله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا يعنى أخرجتنا العمالقة وكان رأس العمالقة يومئذ جالوت فسأل الله نبيهم أن يبعث لهم ملكا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ألم تر إلى الملا من بني إسرائيل من بعد موسى قال هم الذين قال الله ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير ونحن أحق بالملك منه قال لأنه لم يكن من سبط النبوة ولا من سبط الخلافة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال بعث الله لهم طالوت ملكا وكان من سبط لم تكن فيه مملكة ولا نبوة وكان في بني إسرائيل سبطان سبط نبوة وسبط مملكة فكان سبط النبوة سبط لاوي وكان سبط المملكة سبط يهوذا فلما بعث طالوت من غير سبط النبوة والمملكة أنكروا ذلك وعجبوا منه وقالوا أنى يكون له الملك علينا قالوا كيف يكون له الملك علينا وليس من سبط النبوة ولا المملكة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبيدة قال كان في بني إسرائيل رجل له ضرتان وكانت إحداهما تلد والأخرى لا تلد فاشتد على التي لا تلد فتطهرت فخرجت إلى المسجد لتدعو الله فلقيها حكم بني إسرائيل وحكماؤهم الذين يدبرون أمورهم فقال أين تذهبين قالت حاجة لي إلى ربى قال اللهم اقض لها حاجتها فعلقت بغلام وهو الشمول فلما ولدت جعلته محررا وكانوا يجعلون المحرر إذا بلغ السعي في المسجد يخدم أهله فلما بلغ الشمول السعي دفع إلى أهل المسجد يخدم فنودي الشمول ليلة فأتى الحكم فقال دعوتني قال لا فلما كانت الليلة الأخرى دعى فأتى الحكم فقال دعوتني فقال لا وكان الحكم يعلم كيف تكون النبوة فقال دعيت البارحة الأولى قال نعم قال ودعيت البارحة قال نعم قال فان دعيت الليلة فقل لبيك وسعديك والخبر في يديك والمهدى من هديت أنا عبدك بين يديك مرني بما شئت فأوحى إليه فأتى الحكم فقال دعيت الليلة قال نعم وأوحى إلى قال فذكرت لك بشئ قال لا عليك أن لا تسألني قال ما أبيت ان تخبرني الا وقد ذكر لك شئ من أمري فألح عليه وأبى ان يدعه حتى أخبره فقال قيل لي انه قد حضرت هلكتك وارتشا ابنك في حكمك فكان لا يدبر أمرا الا انتكث ولا يبعث جيشا الا هزم حتى بعث جيشا وبعث معهم بالتوراة يستفتح بها فهزموا وأخذت التوراة فصعد المنبر وهو آسف غضبان فوقع فانكسرت رجله أو فخذه فمات من ذلك فعند ذلك قالوا لنبيهم ابعث لنا ملكا وهو الشمول بن حنة العاقر * قوله تعالى (وقال لهم نبيهم ان آية ملكه أن يأتيكم التابوت) * أخرج ابن المنذر من طريق الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال أمرني عثمان بن عفان ان أكتب له مصحفا فقال انى جاعل معك رجلا لسنا فصيحا فما اجتمعتما عليه فاكتباه وما اختلفتما فيه فارفعاه إلى قال زيد فقلت أنا التابوه وقال أبان بن سعيد التابوت فرفعاه إلى عثمان فقال التابوت فكتبت * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن عمرو بن دينار ان عثمان بن عفان أمر فتيان المهاجرين والأنصار ان يكتبوا المصاحف
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست