الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٠٦
حبان والطبراني والبيهقي عن زيد بن أسلم قال كنا نتكلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة يكلم الرجل منا صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت وقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام * وأخرج الطبراني عن ابن عباس في قول الله وقوموا لله قانتين قال كانوا يتكلمون في الصلاة يجئ خادم الرجل إليه وهو في الصلاة فيكلمه بحاجته فنهوا عن الكلام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة مثله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن محمد بن كعب قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة والناس يتكلمون في الصلاة في حوائجهم كما تكلم أهل الكتاب في الصلاة في حوائجهم حتى نزلت هذه الآية وقوموا لله قانتين فتركوا الكلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطية قال كانوا يأمرون في الصلاة بحوائجهم حتى أنزلت وقوموا لله قانتين فتركوا الكلام في الصلاة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال كانوا يتكلمون في الصلاة وكان الرجل يأمر أخاه بالحاجة فأنزل الله وقوموا لله قانتين فقطعوا الكلام فالقنوت السكوت والقنوت الطاعة * وأخرج ابن جرير من طريق السدى عن مرة عن ابن مسعود قال كنا نقوم في الصلاة فنتكلم ويسار الرجل صاحبه ويخبره ويردون عليه إذا سلم حتى أتيت أنا فسلمت فلم يردوا على السلام فاشتد ذلك على فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته قال إنه لم يمنعني ان أرد عليك السلام الا أنا أمرنا ان نقوم قانتين لا نتكلم في الصلاة والقنوت السكوت * وأخرج ابن جرير من طريق زر عن ابن مسعود قال كنا نتكلم في الصلاة فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد على فلما انصرف قال قد أحدث الله أن لا تتكلموا في الصلاة ونزلت هذه الآية وقوموا لله قانتين * وأخرج ابن جرير من طريق كلثوم بن المصطلق عن ابن مسعود قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان عودني ان يرد على السلام في الصلاة فأتيته ذات يوم فسلمت فلم يرد على وقال إن الله يحدث في أمره ما شاء وانه قد أحدث لكم في الصلاة ان لا يتكلم أحد الا بذكر الله وما ينبغي من تسبيح وتمجيد وقوموا لله قانتين * وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى من طريق المسيب عن ابن مسعود قال كنا يسلم بعضنا على بعض في الصلاة فمررت برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يرد على فوقع في نفسي انه نزل في شئ فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته قال وعليك السلام أيها المسلم ورحمة الله ان الله يحدث في أمره ما يشاء فإذا كنتم في الصلاة فاقنتوا ولا تتكلموا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال القانت الذي يطيع الله ورسوله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وقوموا لله قانتين قال مصلين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال كل أهل دين يقومون فيها عاصين فقوموا أنتم لله مطيعين * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن الضحاك في قوله وقوموا لله قانتين قال مطيعين لله في الوضوء * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال إذا قمتم في الصلاة فاسكتوا لا تكلموا أحدا حتى تفرغوا منها والقانت المصلى الذي لا يتكلم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والإصبهاني في الترغيب والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله وقوموا لله قانتين قال من القنوت الركوع والخشوع وطول الركوع يعنى طول القيام وغض البصر وخفض الجناح والرهبة لله كان الفقهاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدهم في الصلاة يهاب الرحمن سبحانه وتعالى ان يلتفت أو يقلب الحصى أو يشد بصره أو يعبث بشئ أو يحدث نفسه بشئ من أمر الدنيا الا ناسيا حتى ينصرف * وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن ابن عباس في قوله وقوموا لله قانتين قال كانوا يتكلمون في الصلاة ويأمرون بالحاجة فنهوا عن الكلام والالتفات في الصلاة وأمروا أن يخشعوا إذا قاموا في الصلاة قانتين خاشعين غير ساهين ولا لاهين * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والترمذي وابن ماجة عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة طول القنوت * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن ابن مسعود قال كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا فقال إن في الصلاة شغلا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي عن معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا أصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست