الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٩٥
أربعين ليلة ثم توفى فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة الأول فقال ألم يكن الآخر يصلى قالوا بلى وكان لا باس به قال فما يدريكم ما بلغت به صلاته انما مثل الصلاة كمثل نهر جار بباب رجل غمر عذب يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فما ذا ترون يبقى من درنه لا تدرون ماذا بلغت به صلاته * وأخرج أحمد وابن ماجة وابن حبان والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال كان رجلان من بلى حي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد الله فرأيت المؤخر منهما ادخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا كذا ركعة صلاة سنة * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والبزار وأبو يعلى عن عثمان بن عفان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من علم أن الصلاة حق واجب دخل الجنة * وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله افترض على العباد خمس صلوات في كل يوم وليلة * وأخرج أبو يعلى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما افترض الله على الناس من دينهم الصلاة وآخر ما يبقى الصلاة وأول ما يحاسب به الصلاة يقول الله انظروا في صلاة عبدي فان كانت تامة كتبت تامة وان كانت ناقصة قال انظروا هل له من تطوع فان وجد له تطوع تمت الفريضة من التطوع ثم يقول انظروا هل زكاته تامة فان وجدت زكاته تامة كتبت تامة وان كانت ناقصة قال انظروا هل له صدقة فان كانت له صدقة تمت زكاته من الصدقة * وأخرج أحمد والطبراني والبيهقي في الشعب عن حنظلة الكاتب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فان صلحت صلح له سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله * وأخرج أحمد وابن حبان والطبراني عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر الصلاة يوما فقل من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وأبى بن خلف * وأخرج البزار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سهم في الاسلام لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ايمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن صلاة له انما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد * وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة قالت قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم من جاء بصلاة الخمس يوم القيامة قد حافظ على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها لم ينقص منها شيئا جاء وله عند الله عهد ان لا يعذبه ومن جاء قد انتقص منهن شيئا فليس له عند الله عهد ان شاء رحمه وان شاء عذبه * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من حفظهن فهو ولى حقا ومن ضيعهن فهو عدو حقا الصلاة والصيام والجنابة * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لمن حوله من أمته اكفلوا إلى بست أكفل لكم بالجنة قلت ما هي يا رسول الله قال الصلاة والزكاة والأمانة والفرج والبطن واللسان * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة اهجري المعاصي فإنها خير الهجرة وحافظي على الصلوات فإنها أفضل البر * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصلوات لوقتها وأسبغ لها وضوءها وأتم لها قيامها وخشوعها وركوعها وسجودها خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول حفظك الله كما حفظتني ومن صلى لغير وقتها ولم يسبغ لها وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم يضرب بها وجهه * وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه عن كعب بن عجرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ننتظر صلاة الظهر فقال هل تدرون ما يقول ربكم قلنا لا قال فان ربكم يقول من صلى الصلوات لوقتها وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافا بحقها فله على عهد ان أدخله الجنة ومن لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافا بحقها فلا عهد له على أن شئت
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست