الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٥٦
ثمرته والله يعلم المفسد من المصلح قال يعلم من يتعمد أكل مال اليتيم ومن يتحرج منه ولا يألو عن اصلاحه ولو شاء الله لأعنتكم يقول لو شاء ما أحل لكم ما أصبتم مما لا تتعمدون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال إن الله لما أنزل ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية كره المسلمون ان يضموا اليتامى وتحرجوا ان يخالطوهم في شئ فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فإخوانكم ولو شاء الله لأعنتكم يقول لأحرجكم وضيق عليكم ولكنه وسع ويسر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس انه قرأ وان تخالطوهم فإخوانكم في الدين * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله والله يعلم المفسد من المصلح قال الله يعلم حين تخلط مالك بماله أتريد ان تصلح ماله أو تفسده فتأكله بغير حق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولو شاء الله لأعنتكم قال لو شاء الله لجعل ما أصبتم من أموال اليتامى موبقا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ولو شاء الله لأعنتكم قال لو شاء الله لأعنتكم فلم تؤدوا فريضة ولم تقوموا بحق * وأخرج وكيع وعبد بن حميد عن الأسود قال قالت عائشة اخلط طعامه بطعامي وشرابه بشرابي فإني أكره ان يكون مال اليتيم عندي كالعيرة * قوله تعالى (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) * أخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن مقاتل بن حبان قال نزلت هذه الآية في أبى مرثد الغنوي استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عناق ان يتزوجها وكانت ذا حظ من جمال وهي مشركة وأبو مرثد يومئذ مسلم فقال يا رسول الله انها تعجبني فأنزل الله ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولامة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال استثنى الله من ذلك نساء أهل الكتاب فقال والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس في قوله ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال نسخ من ذلك نكاح نساء أهل الكتاب أحلهن للمسلمين وحرم المسلمات على رجالهم * وأخرج البيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال نسخت وأحل من المشركات نساء أهل الكتاب * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية ولا تنكحوا المشركات فحجز الناس عنهن حتى نزلت الآية التي بعدها والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم فنكح الناس نساء أهل الكتاب * وأخرج وكيع وابن جرير وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في سننه عن سعيد بن جبير في قوله ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال يعنى أهل الأوثان * وأخرج آدم وعبد بن حميد والبيهقي عن مجاهد ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال نساء أهل مكة من المشركين ثم أحل منهم نساء أهل الكتاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال مشركات العرب التي ليس لهن كتاب * وأخرج عبد بن حميد عن حماد قال سألت إبراهيم عن تزويج اليهودية والنصرانية فقال لا باس به فقلت أليس الله يقول ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال انما ذاك المجوسيات وأهل الأوثان * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير والبيهقي عن شقيق قال تزوج حذيفة يهودية فكتب إليه عمر خل سبيلها فكتب إليه أتزعم انها حرام فأخلي سبيلها فقال لا أزعم انها حرام ولكن أخاف ان تفاظوا المؤمنات منهن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن عمر انه كره نكاح نساء أهل الكتاب وتأول ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن * وأخرج البخاري والنحاس في ناسخه عن نافع عن عبد الله بن عمر كان إذا سئل عن نكاح الرجل النصرانية أو اليهودية قال حرم الله المشركات على المسلمين ولا أعرف شيئا من الاشراك أعظم من أن تقول المرأة ربها عيسى أو عبد من عباد الله * قوله تعالى (ولامة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم) * أخرج الواحدي وابن عباس من طريق السدى عن أبي مالك عن ابن عباس في هذه الآية ولامة مؤمنة خير من مشركة قال نزلت في عبد الله بن رواحة وكانت له أمة سوداء وانه غضب عليها فلطمها ثم انه فزع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره خبرها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما هي يا عبد الله قال تصوم وتصلى وتحسن الوضوء وتشهد ان لا إله إلا الله وانك رسوله فقال يا عبد الله هذه مؤمنة فقال عبد الله فوالذي بعثك بالحق لأعتقها ولأتزوجها ففعل فطعن عليه ناس من المسلمين وقالوا نكح أمة وكانوا
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست