الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٤٨
ريح المسك ومن جرح به جراح في سبيل الله فان عليه طابع الشهداء * وأخرج النسائي عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكى عن ربه قال أيما عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت له ان رجعته أرجعه بما أصاب من أجر أو غنيمة وان قبضته غفرت له * وأخرج الطبراني والبيهقي عن أبي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يغبر وجهه في سبيل الله الا آمنه الله دخان النار يوم القيامة وما من رجل تغبر قدماه في سبيل الله الا أمن الله قدميه من النار * وأخرج أبو داود في مراسليه عن ربيع بن زياد بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير إذ هو بغلام من قريش معتزل عن الطريق يسير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس ذاك فلانا قالوا بلى قال فادعوه فدعوه قال ما بالك اعتزلت الطريق قال يا رسول الله كرهت الغبار قال فلا تعتزله فوالذي نفس محمد بيده انه لذريرة الجنة * وأخرج أبو يعلى وابن حبان والبيهقي عن جابر بن عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار * وأخرج الترمذي عن أم مالك البهزية قالت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها قلت 7 النار فيها قال رجل في ماشية يؤدى حقها ويعبد ربه ورجل أخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخيفونه * وأخرج الترمذي وصححه والنسائي والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا * وأخرج الترمذي وحسنه عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس شئ أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة دمع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغزو غزوان فاما من ابتغى به وجه الله وأطاع الامام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد فان نومه ونبهه أجر كله وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الامام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف * وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من سرية تغزو في سبيل الله فيسلمون ويصيبون الغنيمة الا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث وما من سرية تحقق وتخوف وتصاب الا تم لهم أجرهم * وأخرج أبو داود عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلالا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرية ان تخرج قالوا يا رسول الله أتخرج الليلة أم تمكث حتى تصبح قال لي أفلا تحبون ان تبيتوا هكذا في خريف من خراف الجنة والخريف الحديقة * وأخرج الطبراني عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحات عنه خطايا كما يتحات عذق النخلة * وأخرج البزار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة خير من أربعين غزوة وغزوة خير من أربعين حجة يقول إذا حج الرجل حجة الاسلام فغزوة خير له من أربعين حجة وحجة الاسلام خير من أربعين غزوة * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها والمائد فيه كالمتشحط في دمه * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحجة أفضل من عشر غزوات ولغزوة أفضل من عشر حجات * وأخرج أبو داود في المراسيل عن مكحول قال كثر المستأذنون على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحج في غزوة تبوك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة لمن قد حج أفضل من أربعين حجة * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمر قال لسفرة في سبيل الله أفضل من خمسين حجة * وأخرج مسلم والترمذي والحاكم عن أبي موسى الأشعري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف * وأخرج الترمذي وصححه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله المجاهد في سبيلي هو على ضامن ان قبضته أورثته الجنة وان رجعته رجعته بأجر أو غنيمة * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست