الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٤٤
عن قتادة قال همتهم النفقة فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ما أنفقتم من خير الآية * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يسألونك ماذا ينفقون قال سألوه مالهم في ذلك قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين الآية قال ههنا يا ابن آدم فضع كدحك وسعيك ولا تنفح بها هذاك وهذاك وتدع ذوي قرابتك وذوي رحمك * وأخرج الدارمي والبزار وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس قال ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما سألوه الا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض كلهن في القرآن منهن يسألونك عن الخمر والميسر ويسألونك عن الشهر الحرام ويسألونك عن اليتامى ويسألونك عن المحيض ويسألونك عن الأنفال ويسألونك ماذا ينفقون ما كانوا يسألون الا عما كان ينفعهم * قوله تعالى (كتب عليكم القتال) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال إن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بمكة بالتوحيد وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وان يكفوا أيديهم عن القتال فلما هاجر إلى المدينة نزلت سائر الفرائض وأذن لهم في القتال فنزلت كتب عليكم القتال يعنى فرض عليكم وأذن لهم بعدما كان نهاهم عنه وهو كره لكم يعنى القتال وهو مشقة لكم وعسى ان تكرهوا شيئا يعنى الجهاد قتال المشركين وهو خير لكم ويجعل الله عاقبته فتحا وغنيمة وشهادة وعسى أن تحبوا شيئا يعنى القعود عن الجهاد وهو شر لكم فيجعل الله عاقبته شرا فلا تصيبوا ظفرا ولا غنيمة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال قلت لعطاء ما تقول في قوله كتب عليكم القتال أواجب الغزو على الناس من أجلها قال لا كتب على أولئك حينئذ * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن شهاب في الآية قال الجهاد مكتوب على كل أحد غزا أو قعد فالقاعد ان استعين به أعان وان استغيث به أغاث وان استغنى عنه قعد * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وهو كره لكم قال نسختها هذه الآية وقالوا سمعنا وأطعنا وأخرجه ابن جرير موصولا عن عكرمة عن ابن عباس * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق على عن ابن عباس قال عسى من الله واجب * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال كل شئ في القرآن عسى فان عسى من الله واجب * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدى عن أبي مالك قال كل شئ من القرآن عسى فهو واجب الا حرفين حرف في التحريم عسى ربه ان طلقكن وفي بني إسرائيل عسى ربكم ان يرحمكم * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال عسى على نحوين أحدهما في أمر واجب قوله فعسى ان يكون من المفلحين وأما الآخر فهو أمر ليس بواجب كله قال الله وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ليس كل ما يكره المؤمن من شئ هو خير له وليس كل ما أحب هو شر له * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ابن عباس ارض عن الله بما قدر وان كان خلاف هواك فإنه مثبت في كتاب الله قلت يا رسول الله فأين وقد قرأت القرآن قال وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة والبيهقي في الشعب عن أبي ذر ان رجلا قال يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال ايمان بالله وجهاد في سبيل الله قال فأي العتاقة أفضل قال أنفسها قال أفرأيت ان لم أجد قال فتعين الصانع وتصنع لاخرق قال أفرأيت ان لم أستطع قال تدع الناس من شرك فإنها صدقة تصدق بها على نفسك * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال الايمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال ثم الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال ثم حج مبرور * وأخرج البيهقي في الشعب عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأعمال الصلاة لوقتها والجهاد في سبيل الله * وأخرج مالك وعبد الرزاق في المصنف والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد وتكفل الله للمجاهد في سبيله ان يتوفاه فيدخله الجنة أو يرجعه سالما بما نال من أحر أو غنيمة * وأخرج البخاري والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال علمني عملا يعدل الجهاد قال لا أجده حتى تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدا فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال لا أستطيع ذاك قال أبو هريرة ان فرس المجاهد ليستن في طوله
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست