الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٥٠
الله عليه وسلم قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها * وأخرج مسلم والنسائي عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت * وأخرج البزار عن عمران بن حصين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها * وأخرج الترمذي وحسنه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها * وأخرج أحمد من حديث معاوية ابن جريح مثله * وأخرج عبد الرزاق عن إسحاق بن رافع قال بلغني عن المقداد ان الغازي إذا خرج من بيته عدد ما خلف وراءه من أهل القبلة وأهل الذمة والبهائم يجرى عليه بعدد كل واحد منهم قيراط قيراط كل ليلة مثل الجبل أو قال مثل أحد * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء ما على الرجال الا الجمعة والجنائز والجهاد * قوله تعالى (يسألونك عن الشهر الحرام) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في سننه بسند صحيح عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح أو عبيدة بن الحرث فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وبعث مكانه عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره ان لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا وقال لا تكرهن أحدا على السير معك من أصحابك فلما قرأ الكتاب استرجع وقال سمعا وطاعة لله ولرسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا ان ذلك اليوم من رجب أو جمادى فقال المشركون للمسلمين قتلتم في الشهر الحرام فأنزل الله يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه الآية فقال بعضهم ان لم يكونوا أصابوا وزرا فليس لهم أجر فأنزل الله ان الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم * وأخرج البزار عن ابن عباس في قوله يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن فلان في سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي ببطن نخلة فذكر الحديث * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال إن المشركين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وردوه عن المسجد الحرام في شهر حرام ففتح الله على نبيه في شهر حرام من العام المقبل فعاب المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال في شهر حرام فقال الله قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج أهله منه أكبر عند الله من القتال فيه وأن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي وهو مقبل من الطائف في آخر ليلة من جمادى وأول ليلة من رجب وان أصحاب محمد كانوا بظنون ان تلك الليلة من جمادى وكانت أول رجب ولم يشعروا فقتله رجل منهم وأخذوا ما كان معه وان المشركين أرسلوا يعيرونه بذلك فقال الله يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وغيره أكبر منه وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج أهل المسجد الحرام منه أكبر من الذي أصاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والشرك أشد منه * وأخرج ابن إسحاق حدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزل فيما كان من مصاب عمر وابن الحضرمي يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه إلى آخر الآية * وأخرج ابن منده وابن عساكر من طريق عكرمة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث صفوان بن بيضاء في سرية عبد الله بن جحش قبل الأبواء فغنموا وفيهم نزلت يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه الآية * وأخرج ابن جرير من طريق السدى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية وكانوا سبعة نفر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي وفيهم عمار بن ياسر وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان السلمي حليف لبني نوفل أو سهيل بن بيضاء وعامر بن فهيرة وواقد بن عبد الله اليربوعي حليف لعمر بن الخطاب وكتب مع ابن جحش كتابا وأمره ان لا يقرأه حتى ينزل ملل فلما نزل ببطن ملل فتح الكتاب فإذا فيه ان سر حتى تنزل بطن نخلة قال لأصحابه من كان يريد الموت فليمض وليوص فإني موص وماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار وتخلف عنه سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان أضلا راحلة لهما وسار ابن جحش إلى بطن نخلة فإذا هم بالحكم بن كيسان وعبد الله بن المغيرة بن عثمان وعمر والحضرمي
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست