الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٨٤
والبيهقي عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه نبشركم قد جاءكم رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليله خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم * وأخرج أحمد والبزار وأبو الشيخ في الثواب والبيهقي والإصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال لم تعط أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ويزين الله كل يوم جنته ثم قال يوشك عبادي الصالحون ان يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك وتصفد فيه الشياطين ولا يخلصون فيه إلى ما يخلصون في غيره ويغفر لهم آخر ليلة قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر قال لا ولكن العامل انما يوفى أجره إذا قضى عمله * وأخرج البيهقي والإصبهاني عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي اما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا وأما الثانية فإنه خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك وأما الثالثة فان الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة وأما الرابعة فان الله يأمر جنته فيقول لها استعدى وتزيني لعبادي أوشك ان تستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي وأما الخامسة فإذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعا فقال رجل من القوم أهي ليلة القدر فقال لا ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم * وأخرج البيهقي في الشعب والإصبهاني في الترغيب عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار فإذا كان آخر ليلة أعتق بعدد من مضى * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب واحد الشهر كله وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب واحد الشهر كله وغلت عتاة الجن ونادى مناد من السماء كل ليلة إلى انفجار الصبح يا باغي الخير تمم وابشر ويا باغي الشر اقصر وابصر هل من مستغفر نغفر له هل من تائب نتوب عليه هل من داع نستجيب له هل من سائل نعطى سؤله ولله عند كل فطر من شهر رمضان كل ليلة عتقاء من النار ستون ألفا فإذا كان يوم الفطر أعتق مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألفا ستين ألفا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والإصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أظلكم شهركم هذا يعنى شهر رمضان بمخلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مر على المسلمين شهر خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين شهر شر لهم منه بمخلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يكتب أجره وثوابه من قبل ان يدخل ويكتب وزره وشقاءه قبل ان يدخل وذلك أن المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة ويعد فيه المنافق اغتياب المؤمنين واتباع عوراتهم فهو غنم للمؤمنين وغرم على الفاجر * وأخرج العقيلي وضعفه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والخطيب والإصبهاني في الترغيب عن سلمان الفارسي قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليلة تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شئ قلنا يا رسول الله ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى الله هذا الثوب من فطر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة من ماء ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه فيه غفر له وأعتقه من النار فاستكثروا فيه من أربع خصال خصلتان ترضون بهما ربكم وخصلتان لا غنى بكم عنهما فاما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة ان لا إله إلا الله وتستغفرونه واما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الجنة وتعوذون به من النار * واخرج ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن عبد الرحمن بن عوف قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فقال شهر فرض الله عليكم صيامه وسننت انا قيامه فمن صامه وقامه
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست