الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٠٩
فاستعمل الدرجات في القسمين تغليبا للاشرف 4319 قال في البرهان وإنما كان التغليب من باب المجاز لأن اللفظ لم يستعمل فيما وضع له ألا ترى أن (القانتين) موضوع للذكور الموصوفين بهذا الوصف فإطلاقه على الذكور والإناث إطلاق على غير ما وضع له وكذا باقي الأمثلة 4320 ومنها استعمال حروف الجر في غير معانيها الحقيقية كما تقدم في النوع الأربعين 4321 ومنها استعمال صيغة (افعل) لغير الوجوب وصيغة (لا تفعل) لغير التحريم وأدوات الاستفهام لغير طلب التصور والتصديق وأداة التمني والترجي والنداء لغيرها كما سيأتي كل ذلك في الإنشاء 4322 ومنها التضمين وهو إعطاء الشيء معنى الشيء ويكون في الحروف والأفعال والأسماء 4323 أما الحروف فتقدم في حروف الجر وغيرها 4324 وأما الأفعال فأن يضمن فعل معنى فعل آخر فيكون فيه معنى الفعلين معا وذلك بأن يأتي الفعل متعديا بحرف ليس من عادته التعدي به فيحتاج إلى تأويله أو تأويل الحرف ليصح التعدي به والأول تضمين الفعل والثاني تضمين الحرف واختلفوا أيهما أولى فقال أهل اللغة وقوم من النحاة التوسع في الحرف وقال المحققون التوسع في الفعل لأنه في الأفعال أكثر مثاله * (عينا يشرب بها عباد الله) * فيشرب إنما يتعدى بمن فتعديته بالباء إما على تضمينه معنى (يروي) و (يلتذ) أو تضمين الباء معنى (من) نحو * (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) * فالرفث لا يتعدى بإلى إلا على تضمن معنى الإفضاء * (هل لك إلى أن تزكى) * والأصل (في أن) فضمن معنى (أدعوك) * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) * عديت بعن لتضمنها معنى العفو والصفح 4325 وأما في الأسماء فأن يضمن اسم معنى اسم لإفادة معنى الاسمين
(١٠٩)
مفاتيح البحث: الصيام، الصوم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»