الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤٩٥
* (كلا) *) وقولهم إنته عن ترك الإيمان بالتصوير في أي صورة شاء الله وبالبعث وعن العجلة بالقرآن تعسف إذ لم تتقدم في الأولين حكاية نفي ذلك عن أحد ولطول الفصل في الثالثة بين كلا وذكر العجلة وأيضا فإن أول ما نزل خمس آيات من أول سورة العلق ثم نزل * (كلا إن الإنسان ليطغى) * فجاءت في افتتاح الكلام 3251 ورأى آخرون أن معنى الردع والزجر ليس مستمرا فيها فزادوا معنى ثانيا يصح عليه أن يوقف دونها ويبتدأ بهاء 3252 ثم اختلفوا في تعيين ذلك المعنى فقال الكسائي تكون بمعنى حقا وقال أبو حاتم بمعنى ألا الاستفتاحية 3253 قال أبو حيان ولم يسبقه إلى ذلك أحد وتابعه جماعة منهم الزجاج 3254 وقال النضر بن شميل حرف جواب بمنزلة أي ونعم وحملوا عليه * (كلا والقمر) * 3255 وقال الفراء وابن سعدان بمعنى سوف وحكاه أبو حيان في تذكرته 3256 قال مكي وإذا كان بمعنى حقا فهي اسم وقرئ * (كلا سيكفرون بعبادتهم) * بالتنوين ووجه بأنه مصدر كل إذا أعيا أي كلوا في دعواهم وانقطعوا أو من الكل وهو الثقل أي حملوا كلا 3257 وجوز الزمخشري كونه حرف ردع نون كما في (سلاسلا) 3258 ورده أبو حيان بأن ذلك إنما صح في (سلاسلا) لأن اسم أصله التنوين فرجع به إلى أصله للتناسب 3259 قال ابن هشام وليس التوجيه منحصرا عند الزمخشري في ذلك بل جوز كون التنوين بدلا من حرف الإطلاق المزيد في رأس الآية ثم أنه وصل بنية الوقف
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»