تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٦٦
وقرأ حمزة، والكسائي: " بما لم تصروا " بالتاء من فوق، يريد موسى مع بني إسرائيل، والرسول هنا: هو جبريل عليه السلام والأثر: هو تراب تحت حافر فرسه.
وقوله: * (فنبذتها) * أي: على الحلي، فكان منها ما ترى، * (وكذلك سولت لي نفسي) * أي: وكما وقع وحدث قربت لي نفسي، وجعلت لي سؤلا وإربا منه حتى فعلته، وكان موسى عليه السلام لا يقتل بني إسرائيل إلا في حد أو بوحي، فعاقبه باجتهاد نفسه، بأن أبعده ونحاه عن الناس، وأمر بني إسرائيل باجتنابه، واجتناب قبيلته وأن لا يؤاكلوا ولا يناكحوا، ونحو هذا، وجعل له أن يقول مدة حياته: لا مساس، أي: لا مماسة، ولا إذاية.
وقرأ الجمهور: " لن تخلفه " بفتح اللام، أي: لن يقع فيه خلف، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: " تخلفه " بكسر اللام، على معنى لن تستطيع الروغان، والحيدة عن موعد العذاب، ثم وبخه عليه السلام بقوله: * (وأنظر إلى إلهك...) * الآية، و * (ظلت) * وظل معناه: أقام يفعل الشئ نهارا، ولكنها قد تستعمل في الدائب ليلا ونهارا، بمثابة طفق.
وقرأ ابن عباس وغيره: " لنحرقنه " بضم الراء وفتح النون; بمعنى لنبردنه بالمبرد، وقرأ نافع وغيره: " لنحرقنه " وهي قراءة تحتمل الحرق بالنار، وتحتمل بالمبرد. وفي مصحف ابن مسعود: " لنذبحنه " ثم لنحرقنه ثم لننسفنه وهذه القراءة هي مع رواية من روى أن العجل صار لحما ودما، وعلى هذه الرواية يتركب أن يكون هناك حرق بنار، وإلا فإذا كان جمادا من ذهب ونحوه، فإنما هو حرق بمبرد، اللهم إلا أن تكون إذابة، ويكون النسف مستعارا، لتفريقه في اليم مذابا.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381