تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٧١
ويعود عليه بفضله فيقول: نسي تقريبا، ولا يجوز لأحد منا أن يطلق ذلك على آدم، أو يذكره إلا في تلاوة القرآن أو قول النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى من " الأحكام ".
وقوله سبحانه: * (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) * المعنى: إن لك يا آدم في الجنة نعمة تامة، لا يصيبك جوع، ولا عري، ولا ظمأ /، ولا بروز للشمس يؤذيك، وهو الضحاء.
وقوله: * (فوسوس إليه) * * ص *: عدي هنا ب‍ " إلي " على معنى أنهى الوسوسة إليه، وفي " الأعراف " باللام، فقال أبو البقاء: لأنه بمعنى ذكر لهما. انتهى.
ثم أعلمهم سبحانه: أن من اتبع هداه فلا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة، وأن من أعرض عن ذكر الله، وكفر به; فإن له معيشة ضنكا، و " الضنك ": النكد الشاق من العيش والمنازل، ونحو ذلك.
وهل هذه المعيشة الضنك تكون في الدنيا، أو في البرزخ، أو في الآخرة؟ أقوال.
* ت *: ويحتمل في الجميع، قال القرطبي: قال أبو سعيد الخدري، وابن مسعود:
ضنكا: عذاب القبر، وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتدرون فيمن نزلت هذه الآية: * (فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) * " أتدرون ما المعيشة الضنك؟
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: عذاب الكافر في القبر; والذي نفسي بيده، إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا - وهي الحيات - لكل حية تسعة رؤوس، ينفخن في جسمه، ويلسعنه
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381